يُعد الرحم جزءًا حيويًا في جسم الأنثى، إلا أنه قد يتعرض لمجموعة من المشكلات الصحية التي تؤثر على وظيفته، ومن بين هذه المشكلات الشائعة هي الأورام الليفية، والتي تمثل نموًا غير طبيعي في جدار الرحم، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأورام ليست سرطانية، والغالبية العظمى لا تتحول أبدًا إلى سرطان، كما أن الإصابة بهذه الأورام لا يزيد من فرصة الإصابة بأي نوع من أنواع سرطانات الرحم الأخرى، ومع ذلك تُعد هذه الحالة مصدر قلق للعديد من النساء اللواتي يبحثن عن معلومات دقيقة حول الاورام الليفية في الرحم وعلاجها، وهذا ما سوف نتناوله في هذا المقال مع أحد الأطباء المتميزين في علاج الأورام الدكتور ضياء صالح – أستاذ جراحة الأورام وجراحة أورام الثدي بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة وعضو الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام – فتابعوا معنا قراءة هذا المقال للنهاية لتتعرفوا على كافة التفاصيل.

أنواع الأورام الليفية

في بداية حديثنا عن الاورام الليفية في الرحم وعلاجها، من الضروري فهم تفاصيل هذه الأورام، وأحد أبرز هذه التفاصيل هو أنواع الأورام الليفية، ومن المهم الإشارة إلى أن هذه الأورام قد تظهر على شكل ورم واحد أو مجموعة من الأورام، كما أن أحجامها تختلف بشكل كبير من حالة إلى أخرى، فبعض الأورام قد يكون حجمها أقل من 1 مليمتر في حين أن البعض الآخر قد يزداد حجمه عن 20 سم أو أكثر.

يوجد العديد من أنواع أورام الرحم الليفية، ويعتمد هذا التقسيم على مكان الورم الليفي في جدار الرحم أو طريقة ارتباط هذه الأورام، وتشمل أنواع أورام الرحم الليفية:

  • الأورام الليفية داخل الجدار (الداخلية): هذه الأورام تكون مزروعة داخل الطبقة العضلية في جدار الرحم، وتعد أشهر أورام الرحم الليفية.
  • الأورام الليفية تحت المخاطية: تنمو هذه الأورام تحت البطانة الداخلية لجدار الرحم.
  • الأورام الليفية تحت المصليّة (الخارجية): ينمو هذا النوع تحت بطانة الطبقة الخارجية للرحم، لذلك قد تجد من يسأل عن عملية استئصال الورم الليفي خارج الرحم، وهذه الأورام قد تُصبح أكبر في الحجم، وتنمو داخل الحوض.
  • الأورام الليفية المعنقة: هذا النوع هو أقل الأنواع شهرةً، وترتبط هذه الأورام بالرحم بما يُشبه العنق أو الساق، وهي غالبًا تُشبه بالفطر.

بعد التعرف على أنواع أورام الرحم الليفية، فهل عندما سنتحدث على الاورام الليفية في الرحم وعلاجها، ستكون كل طرق علاج الورم الليفي متشابه أم ستختلف بناءً على النوع، أي هل ستختلف عملية استئصال الورم الليفي خارج الرحم عن الورم الليفي داخل الرحم؟ هذا ما سنتعرف على إجابته في الفقرات القادمة، فتابعوا معنا قراءة المقال للنهاية.

أعراض أورام الرحم الليفية

للحديث عن الاورام الليفية في الرحم وعلاجها، فالتعرف على الأعراض خطوة مهمة، ولكن يجدر بالذكر أن الأعراض ليست دائمًا مؤشرًا حاسمًا لتشخيص هذه الأورام، فالكثير من النساء المصابات بالأورام الليفية قد لا يعانين من أي أعراض على الإطلاق، ومع ذلك عندما تظهر الأعراض، فإن شدتها ومدى تأثيرها يعتمد بشكل كبير على موقع الأورام وحجمها وعددها، ومن بين الأعراض الأكثر شيوعًا:

  • نزيف الدورات الشهرية الثقيل أو الدورات الشهرية المؤلمة للغاية.
  • طول مدة الدورة الشهرية، أو قد تحدث الدورات الشهرية أكثر من الطبيعي.
  • الشعور بضغط في الحوض أو الألم.
  • زيادة في عدد مرات التبول، أو مواجهة صعوبة في التبول.
  • تضخم منطقة المعدة خاصةً في الأورام الليفية كبيرة الحجم.
  • الإصابة بالإمساك.
  • الشعور بألم في منطقة المعدة أو أسفل الظهر أو الشعور بالألم أثناء العلاقة الحميمة.

من المهم التعرف على هذه الأعراض، لأنها قد تكون الدافع من أجل البحث عن علاج الأورام الليفية واستشارة الطبيب المتخصص في علاج هذه المشكلة.

اقرا ايضا: علاج اورام الغده الدرقيه بالتردد الحراري

الاورام الليفية في الرحم وعلاجها

بعد التعرف على بعض التفاصيل المهمة المتعلقة بتلك الأورام، حان الوقت للحديث عن الاورام الليفية في الرحم وعلاجها.

توجد العديد من طرق علاج الأورام الليفية بدايةً من العلاج الدوائي إلى العلاج الجراحي واستئصال الرحم، وعلاج الورم الليفي يعتمد على تقييم الطبيب للحالة، لذلك قبل التعرف على طرق علاج الأورام الليفية عليك اختيار أفضل الأطباء من أجل اختيار أفضل طريقة لعلاج الورم الليفي، وتشمل طرق علاج الأورام الليفية ما يلي:

  • المراقبة والانتظار

أول طرق علاج الورم الليفي هي عدم التدخل نهائيًا والاكتفاء فقط بالمراقبة، وهذا في الحالات التي لم يظهر عليها أي أعراض، أو يعانون من أعراض بسيطة، ومن المهم عدم الخوف من الورم الليفي لأنه ليس سرطان، كما أنه نادرًا ما يؤثر على الحمل، كما أنه يميل إلى الانكماش بعد سن اليأس، بسبب انخفاض مستوى الهرمونات.

يعمل الطبيب على مراقبة الورم الليفي، ويحدد مواعيد منتظمة لفحص الحالة وإجراء الأشعة والفحوصات المناسبة، وذلك لمراقبة تطور حالة الورم، وفي حالة حدوث أي جديد فإن الطبيب يأخذ القرار المناسب لعلاج الأورام الليفية.

  • العلاج الدوائي

الاورام الليفية في الرحم وعلاجها قد يشمل استخدام بعض الأدوية، وهذه الأدوية تستهدف الهرمونات المتحكمة في الدورة الشهرية، وهذه الأدوية تعالج بعض الأعراض مثل نزيف الدورة الشديد أو الضغط الذي تشعر به الحالة في الحوض، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية لا تُعالج الأورام الليفية، ولكنها تساعد فقط في تقليل حجمها، وهذه الأدوية تشمل:

  • ناهضات هرمون تحرير الغدد التناسلية (GnRH): تعمل هذه الأدوية على علاج الأورام الليفية من خلال منع الجسم من إنتاج هرمون الاستروجين والبروجسترون، وهذه الأدوية تجعل الأنثى في حالة تُشبه حالة سن اليأس، ونتيجة لذلك فإن الدورات الشهرية تتوقف، وهذا يؤدي إلى انكماش الورم الليفي، كما أنها تساعد في تحسن مشكلة الأنيميا التي تُصاب بها الأنثى نتيجة فقدان الدم الشديد.
  • مضادات هرمون تحرير الغدد التناسلية: تُعالج هذه الأدوية النزيف الشديد في الدورات الشهرية، ولكنها لا تعمل على تقليل حجم الأورام الليفية، ويمكن استخدامها لمدة سنتين.
  • اللولب الرحمي الذي يُفرز البروجسترون: يُستخدم هذا اللولب في تخفيف نزيف الدورة الشهرية، وهو يخفف الأعراض فقط، ولكنه لا يُساعد على تقليل حجم الورم الليفي، كما أنه يمنع حدوث حمل.
  • حمض الترانيكساميك: يساعد هذا الدواء غير الهرموني في تخفيف شدة الدورات الشهرية، ويمكن للأنثى أن تتناوله في أيام النزيف الشديد فقط.
  • أدوية أخرى: قد يصف الأطباء بعض الأدوية الأخرى مثل حبوب منع الحمل أو الأدوية المسكنة لتخفيف الألم، كما قد يصف الطبيب بعض الفيتامينات والحديد من أجل معالجة الأنيميا.
  • الطرق طفيفة التوغل

هذه الطرق قد تستخدم شقوق جراحية صغيرة أو قد لا تحتاج إلى شقوق نهائيًا، وترتبط هذه الطرق بالتعافي السريع، وأقل في الآثار الجانبية بالمقارنة مع العلاج الجراحي أو استئصال الرحم، وطرق علاج الأورام الليفية بهذه الطريقة تشمل:

  • سد الشريان الرحمي: الاورام الليفية في الرحم وعلاجها بهذه الطريقة يعمل من من خلال حقن جزيئات صغيرة في الشريان الذي يغذي الرحم، وقطع الإمداد الدموي عن الأورام الليفية؛ مما يتسبب في انكماشها وموتها.
  • العلاج بالتردد الحراري: يشمل علاج الورم الليفي بهذه الطريقة استخدام جهاز التردد الحراري من أجل إرسال تيار كهربائي لإنتاج طاقة حرارية تعمل على تدمير الورم الليفي، وتساعد في انكماش الأوعية الدموية التي تغذيه.
  • استئصال الورم الليفي بالمنظار البطني: الاورام الليفية في الرحم وعلاجها بهذه الطريقة يشمل استخدام الطبيب المنظار من خلال شقوق صغيرة في البطن من أجل إزالة الورم دون التأثير على الرحم.
  • المنظار الرحمي: تشمل الاورام الليفية في الرحم وعلاجها بهذه الطريقة استخدام المنظار الرحمي، وإدخاله من خلال المهبل من أجل استئصال الأورام الليفية تحت المخاطية.
  • كي بطانة الرحم: خلال تلك التقنية يُدخل الطبيب جهاز في الرحم يولد حرارة، وهذه الحرارة تدمر الأنسجة التي تبطن الرحم.
  • العلاج الجراحي

خلال حديثنا عن الاورام الليفية في الرحم وعلاجها وجدنا أنه يوجد أكثر من طريقة لعلاج الورم الليفي، ومن ضمن هذه الطرق هي العلاج الجراحي التقليدي، والعلاج الجراحي يشمل:

  • استئصال الورم من خلال البطن: حيث يقوم الطبيب بإجراء شق جراحي في البطن، ثم يعمل على استئصال الورم الليفي، وتُستخدم هذه الطريقة في في الحالات المُصابة بأكثر من ورم ليفي، أو في حالة الأورام الليفية الضخمة أو العميقة.
  • استئصال الرحم: خيار العلاج الجراحي الثاني هو استئصال الرحم، ويبقى استئصال الرحم هو الحل المُثبت الدائم لعلاج الأورام الليفية، ولكن استئصال الرحم يعني عدم القدرة على الحمل والإنجاب مرةً أخرى، وفي حالة استئصال المبايض كذلك، فإن هذا يعني أن الحالة ستدخل في سن اليأس بمجرد انتهاء العملية.

بناءً على ما سبق، فإننا لم نجد اختلاف كبير بين عملية استئصال الورم الليفي خارج الرحم أو داخله، ولكن تعتمد الطريقة على حالة وتقييم الطبيب.

الاورام الليفية في الرحم وعلاجها، يعد من أشهر الجمل التي يبحث عنها المرضى على الإنترنت، ولكن نظرًا للكم الهائل من الطرق المتاحة من أجل علاج الأورام الليفية، لذلك من المهم اختيار أفضل الأطباء من أجل علاج هذه المشكلة نهائيًا بأفضل طريقة.

في النهاية، الاورام الليفية في الرحم وعلاجها هو موضوع كبير للغاية، وتوجد العديد من الطرق المتاحة للعلاج، ومن الضروري كما ذكرنا اختيار أفضل الأطباء للعلاج، لذلك لا تترددوا في التواصل مع المركز المصري للأورام، وحجز استشارة مع الدكتور ضياء صالح – أستاذ جراحة الأورام وجراحة أورام الثدي بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة وعضو الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام – من أجل مساعدتكم في التخلص من هذه المشكلة نهائيًا.

أسئلة شائعة

متى يكون الورم الليفي في الرحم خطير؟

يصبح الورم الليفي في الرحم خطيرًا إذا تسبب في أعراض شديدة مثل نزيف رحمي غزير، ألم حاد، أو ضغط على الأعضاء المجاورة مثل المثانة أو الأمعاء، وقد يتطلب التدخل الطبي الفوري.

هل يمكن الشفاء من الورم الليفي في الرحم؟

نعم، توجد العديد من الطرق المتاحة للعلاج سواء المراقبة أو العلاج الدوائي أو الطرق طفيفة التوغل أو حتى العلاج الجراحي التقليدي.


اقرأ أيضا