تُعتبر عملية استئصال ورم الدماغ الحميد من الإجراءات الجراحية الهامة التي تُجرى للتخلص من الأورام غير السرطانية التي تتكون في الدماغ، ورغم أن هذه الأورام تُعتبر أقل خطورة مقارنة بالأورام الخبيثة، إلا أن تأثيرها على وظائف الدماغ يمكن أن يكون كبيرًا؛ مما يستدعي التدخل الطبي، وتعتمد خطوات العلاج على نوع الورم وحجمه وموقعه والأعراض المصاحبة له، وقد تتضمن عملية استئصال ورم الدماغ الحميد استئصال الورم بالكامل أو جزئيًا، وتتطلب هذه الإجراءات خبرة طبية دقيقة وفهمًا عميقًا لبنية الدماغ؛ مما يضمن تقليل المخاطر وتعزيز فرص الشفاء الكامل، في هذا المقال، نستعرض تفاصيل عملية استئصال ورم الدماغ الحميد، بما في ذلك الأعراض، والتشخيص، والتقنيات الجراحية المستخدمة، والتعافي بعد العملية، فتابعوا معنا قراءة المقال للنهاية.

ما هو ورم الدماغ الحميد؟

قبل الحديث عن عملية استئصال ورم الدماغ الحميد، علينا التعرف على المقصود بورم الدماغ الحميد، وعامة ورم الدماغ الحميد هو نوع من أنواع أورام الدماغ، وهو ورم ينمو في خلايا المخ أو الأنسجة المحيطة به مثل الأعصاب، وما يميز الورم الحميد عن أورام الدماغ الأخرى هو أن الورم الحميد هو ورم ينمو ببطء للغاية، وليس له القدرة على غزو الأنسجة المحيطة به، كما أنه لا يستطيع أن ينتشر إلى أجزاء الجسم المختلفة.

لكن هذا لا يعني أن أورام الدماغ الحميدة ليست خطيرة، فلا ننسى أن المخ هو مكان حساس للغاية، وعندما يكبر الورم بشكل كبير، قد يفتقر الدماغ إلى المساحة الكافية لنموه؛ لذلك يبدأ في الضغط على نسيج المخ نفسه ويتسبب في ظهور أعراض مزعجة للغاية، وقد يؤدي إلى موت أنسجة المخ، لذلك فإن نوع الورم أو مكان الورم من النقاط المهمة التي يجب التعرف عليها قبل الحديث عن جراحة المخ.

نقطة أخرى يمكن إضافتها لهذه الفقرة هي أن جراحة الدماغ التي تعمل على استئصال أورام الدماغ، تلعب دورًا مهمًا للغاية، وتعطي نتائج رائعة لعلاج أورام الدماغ، وعلى الرغم من وجود بعض مضاعفات عملية استئصال ورم الدماغ الحميد، إلا أن نسبة الشفاء من أورام الدماغ الحميدة مرتفعة للغاية، وهذا يختلف تمامًا عن سرطانات المخ.

أعراض أورام الدماغ الحميدة

ما يجعل المريض يبحث عن عملية استئصال ورم الدماغ الحميد هي الأعراض التي تظهر عليه، وتعتمد شدة الأعراض على حجم الورم ومكان تواجده في المخ، ولكن لأن أورام الدماغ الحميدة لا تنمو بسرعة، لذلك فإن الأعراض لا تظهر في المراحل المبكرة، ولكن عندما يزداد حجم الورم، فإنه يضغط على الأنسجة وقد يمنع بعض أنسجة المخ من أداء وظيفتها بصورة طبيعية.

يؤدي الورم الحميد إلى ما يُعرف بزيادة الضغط داخل الدماغ، وهذا يؤدي إلى بعض الأعراض التي تشمل:

  • الإصابة بصداع جديد مستمر، ويزداد سوءًا في الصباح أو عند الانحناء أو السعال.
  • الشعور بالتعب طوال الوقت.
  • الشعور بالدوخة.
  • الإصابة ببعض مشكلات العين مثل ضبابية أو ازدواجية الرؤية.
  • الإصابة بنوبات تشنجات.

كما أن المريض قد يُصاب ببعض الأعراض الأخرى، وهذا يعتمد على المكان الذي يؤثر عليه الورم، ويمكن توضيح ذلك وفق الآتي:

  • الفص الجبهي: تغيرات في الشخصية، والإصابة بالضعف في جزء واحد من الجسم، وفقدان حاسة الشم.
  • الفص الصدغي: فقدان الذاكرة، ومشكلات الكلام، والإصابة بالتشنجات.
  • الفص الجداري: الإصابة بمشكلات في الكلام، والخدر على جانب واحد في الجسم، ومشكلات في تناسق الحركات مثل صعوبة ارتداء الملابس.
  • الفص القذالي: فقدان الرؤية في جانب واحد فقط في محيط الرؤية.
  • المُخيخ: مشكلات في التوازن، ورعشة العين، والقيء.
  • جذع الدماغ: صعوبة المشي، والرؤية المزدوجة، وصعوبة الكلام، والبلع.

علاج أورام الدماغ الحميدة

توجد العديد من الخيارات العلاجية للأورام الحميدة، ونسبة الشفاء من هذه الأورام مرتفعة للغاية، ولكن من المهم اختيار طريقة العلاج المناسبة:

  • في بعض الحالات، قد لا يكون التدخل الجراحي ضروريًا، حيث يقوم الطبيب بمراقبة الورم بشكل دوري لتقييم نموه.
  • بعض الحالات تحتاج إلى جراحة الدماغ، خاصةً في الحالات التي تعاني من أعراض شديدة.
  • بعض الحالات تحتاج إلى علاج غير جراحة الدماغ مثل العلاج الإشعاعي وغيرها من الطرق الأخرى.

لذلك من المهم اختيار أفضل الأطباء مثل الدكتور ضياء صالح – أستاذ جراحة الأورام وجراحة أورام الثدي بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة وعضو الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام – من أجل تقييم حالة المريض بدقة، ثم اختيار الطريقة الأمثل للعلاج من أجل الحصول على أعلى نسبة الشفاء من هذا الورم.

عملية استئصال ورم الدماغ الحميد

تُعد عملية استئصال ورم الدماغ الحميد الحل الأول لعلاج أورام الدماغ الحميدة، والهدف منها هو إزالة أكثر قدر من الورم بأمان دون إتلاف الأنسجة المحيطة، وعملية استئصال ورم الدماغ الحميد يُمكن إجراؤها بعدة طرق، وهي وفق الآتي:

  • الطريقة الأشهر هي فتح جزء من عظام الجمجمة، ثم يعمل الطبيب على استئصال ورم الدماغ بالكامل أو أكبر قدر من الورم، بالإضافة إلى ذلك فإن نوع الورم يلعب دورًا مهمًا في اختيار طريقة العملية، وفي الغالب يستخدم الطبيب التخدير الكلي، ولكن في بعض الحالات يظل المريض واعيًا وذلك للاطمئنان على عدم الإضرار بعدة وظائف في المخ.
  • يمكن استخدام المنظار من أجل استئصال الورم الحميد، سواء من خلال شق في عظام الجمجمة أو من خلال الأنف مثل عملية استئصال ورم الغدة النخامية.

تحتاج هذه العملية إلى دقة عالية للغاية من أجل التخلص من الورم بدقة، وتحقيق نسبة الشفاء العالية.

علاج ورم الدماغ الحميدة بالطرق الأخرى

بجانب عملية استئصال ورم الدماغ الحميد، فإنه يوجد بعض الطرق الأخرى التي يمكن من خلالها علاج أورام الدماغ الحميدة مثل:

  • الجراحة الإشعاعية.
  • العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي.
  • العلاج الدوائي من أجل التخفيف من الأعراض المزعجة التي يشعر بها المريض.

هل الورم الحميد يرجع بعد استئصاله؟

من أهم الأسئلة التي يسألها المرضى بعض عملية استئصال عملية الورم الحميد هي هل الورم الحميد يرجع بعد استئصاله؟

إجابة هل الورم الحميد يرجع بعد استئصاله تختلف من حالة إلى أخرى، وغالبًا ما تعتمد الإجابة على نوع الورم، وعلى مدى نجاح الطبيب في استئصال الورم من خلال العملية الجراحية، وبشكل عام، فإن معظم الأورام الحميدة لا تعود بعد الاستئصال، ولكن في بعض الحالات تكون إجابة هل يعود الورم الحميد في الدماغ بعد استئصاله هي نعم، ولكن هذا من الأمور النادرة، فبعض الأورام قد تعود بعد العلاج، وبعض الحالات قد يتحول الورم الحميد إلى ورم خبيث.

لذلك بكل بساطة فإن إجابة هل يعود الورم الحميد في الدماغ بعد استئصاله ليست مؤكدة، فعلى الرغم أن الشائع أن الورم لا يعود، إلا أن في بعض الحالات قد يعود الورم.

مضاعفات عملية استئصال ورم الدماغ الحميد

بعد التعرف على إجابة سؤال هل يعود الورم الحميد في الدماغ بعد استئصاله؟ فإن النقطة التي تشغل بال المرضى هي مضاعفات عملية استئصال ورم الدماغ الحميد.

يمكننا القول إلى أن مضاعفات عملية استئصال ورم الدماغ العامة تشمل:

  • الإصابة بالعدوى والجلطات الدموية.
  • مشكلات الصدر وصعوبة التنفس.
  • النزيف ومشكلات في التئام الجرح.

بالإضافة إلى ذلك فإن أشهر مضاعفات عملية استئصال ورم الدماغ الحميد المباشرة بعد العملية هي التورم، وتلك المشكلة قد تؤدي إلى ظهور بعض الأعراض التي تشمل:

  • الصداع
  • الضعف
  • صعوبة التوازن (الدوار)
  • تغيرات في السلوك.
  • الشعور بالارتباك.
  • صعوبة في التحدث.
  • الإصابة بالتشنجات.
  • ضبابية الرؤية.

كما قد يُصاب المريض ببعض مضاعفات عملية استئصال ورم الدماغ الحميد طويلة المدى والتي تشمل:

  • صعوبة الحركة والضعف في الذراع أو الساق.
  • صعوبة التركيز وتغير سلوك المريض.
  • مشكلات في الحديث والشعور بالتعب والإصابة بالصرع.

في النهاية، عملية استئصال ورم الدماغ الحميد هي الحل الأساسي لهذه المشكلة، ولكن من المهم اختيار أفضل الأطباء من أجل تحديد نوع الورم بدقة ثم وضع الخطة المناسبة للعلاج، ولذلك لا تترددوا في التواصل مع المركز المصري للأورام وحجز استشارة مع الدكتور ضياء صالح – أستاذ جراحة الأورام وجراحة أورام الثدي بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة وعضو الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام – من أجل مساعدتكم في التخلص من هذه المشكلة نهائيًا.

أسئلة شائعة

ما هي المضاعفات التي تحدث بعد عملية إزالة ورم الدماغ؟

يمكن أن تكون مضاعفات عامة مثل النزيف والعدوى والجلطات الدموية، أو مضاعفات فورية مثل الإصابة بالتورم، وقد تكون مضاعفات طويلة المدى مثل صعوبة الحديث والحركة وغيرها من المشكلات.

هل يجب استئصال الورم الحميد في الراس؟

يعتمد القرار على حجم الورم وموقعه والأعراض التي يسببها، وفي بعض الحالات يمكن مراقبة الورم دون تدخل جراحي، بينما تتطلب حالات أخرى الجراحة لتخفيف الضغط على الأنسجة المحيطة.


اقرأ أيضا