تُعد عملية استئصال الغدة الجار درقية واحدة من العمليات الجراحية التي تُجرى لعلاج مجموعة من الأمراض المتعلقة باضطرابات الغدد الجار درقية، والتي تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم مستوى الكالسيوم في الدم، وعندما يحدث تضخم أو ورم في هذه الغدد، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا للحفاظ على توازن الكالسيوم ومنع المضاعفات، وفي هذا المقال، سنناقش كم تستغرق عملية استئصال الغدة الجار درقية؟ وما هي العوامل التي قد تؤثر على مدة العملية، مع تسليط الضوء على المراحل المختلفة للجراحة وأهمية التحضير المسبق لها، بالإضافة إلى التعرف على أعراض ورم الغدة الجار درقية، وسعر عملية استئصال الغدة الجار درقية، وذلك مع الدكتور ضياء صالح – أستاذ جراحة الأورام وجراحة أورام الثدي بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة وعضو الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام – فتابعوا معنا قراءة هذا المقال للنهاية لتتعرفوا على كافة التفاصيل.

ما هي الغدد جارات الدرقية وماذا تفعل؟

الغدد جارات الدرقية هي أربع غدد صغيرة تقع خلف الغدة الدرقية في منطقة الرقبة، وتلعب دورًا حيويًا في تنظيم مستويات الكالسيوم في الجسم، وتفرز هذه الغدد هرمونًا يسمى هرمون جار الدرقية (PTH)، والذي يعمل على التحكم في مستوى الكالسيوم في الدم، وهو ضروري للعديد من الوظائف الحيوية، ويعمل هذا الهرمون على زيادة تركيز الكالسيوم في الدم عن طريق تنظيم امتصاصه من الأمعاء، وتقليل فقدانه عبر الكلى، وتحفيز إطلاقه من العظام، كما أن الحفاظ على مستوى الكالسيوم في الجسم مهم لصحة العظام ولضمان عمل الأعصاب والعضلات بشكل صحيح، وأي خلل في هذه الغدد قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة؛ مما يجعل التدخل الجراحي، مثل استئصال الغدة الجار درقية، ضروريًا في بعض الحالات، وهذا ما يدفع البعض للبحث عن إجابة سؤال كم تستغرق عملية استئصال الغدة الجار درقية؟

لماذا نلجأ إلى عملية استئصال الغدة الجار درقية؟

قبل التعرف على إجابة سؤال كم تستغرق عملية استئصال الغدة الجار درقية؟ علينا في البداية التعرف على الأسباب التي تدفع المرضى للخضوع لهذه العملية، وعامة يحتاج المريض إلى استئصال غدة أو أكثر من الغدد الجار درقية في حالة أن الغدة تفرز الكثير من هرمون الغدة الجار درقية؛ مما يعني فرط نشاط الغدة، وهذا يعني أن مستوى الكالسيوم في الدم سوف يرتفع بشدة، وهذا سوف يؤدي إلى الكثير من الأعراض الخطيرة منها ضعف العظام، وحصوات الكلى، ومشاكل الذاكرة، وألم العظام والعضلات، وزيادة التبول، وألم البطن، بالإضافة إلى العديد من الأعراض الأخرى.

من المهم كذلك أن سبب اللجوء إلى عملية استئصال الغدة الجار درقية يؤثر على إجابة كم تستغرق عملية استئصال الغدة الجار درقية؟ وفرط نشاط الغدة يرجع إلى عدة أسباب:

  • الأسباب الأولية

تعني الأسباب التي تؤثر على الغدة الجار درقية مباشرة، وتؤدي إلى زيادة إفراز الهرمون الخاص بها، وأكثر الأسباب التي تؤدي إلى ذلك هو الإصابة بورم في الغدة، وغالبًا ما يكون الورم حميدًا، كما قد يحدث ذلك نتيجة تضخم الغدة الجار درقية، أما الإصابة بالسرطان فإنها واردة ولكنها نادرة إلى حد كبير.

في حالة أن الإصابة بالأسباب الأولية أدت إلى ظهور الأعراض فإن المريض في الغالب يحتاج إلى التدخل الجراحي من أجل خفض مستوى الكالسيوم في الدم، أما في حالة الأشخاص الأكثر من 50 عامًا، فإن الطبيب سوف يلجأ إلى العملية الجراحية حتى في حالة عدم ظهور أي أعراض.

من الضروري التنبه إلى أهمية التعرف على أعراض ورم الغدة الجار درقية، حيث يمكن أن تكون هذه الأعراض مؤشرًا على الحاجة العاجلة للتدخل الطبي، وتظهر هذه الأعراض نتيجة الإفراز المفرط لهرمون الغدة الجار درقية، والذي يؤدي إلى اضطرابات في مستويات الكالسيوم في الجسم، وتشمل العلامات التي قد تشير إلى وجود ورم في الغدة الجار درقية مجموعة متنوعة من الأعراض التي تؤثر على الصحة العامة، ومن أبرزها:

  • الشعور بالتعب والضعف العام.
  • الشعور بالارتباك والإصابة بمشكلات الذاكرة.
  • اضطرابات نفسية تشمل الاكتئاب والقلق.
  • الإصابة بحصوات الكلى.
  • ألم العظام والمفاصل، وهشاشة العظام، والإصابة بكسور العظام.
  • الشعور بألم في البطن، وحرقة المعدة، والغثيان والتقيؤ.
  • الإصابة بالإمساك.
  • الشعور بألم عام دون وجود سبب لذلك.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة الحاجة للتبول.

كل هذه الأعراض هي أعراض ورم الغدة الجار درقية، ولكن من المهم استشارة أفضل الأطباء من أجل تأكيد التشخيص ثم البدء في العلاج في أسرع وقت، وبعد تأكيد التشخيص، يُنصح بمناقشة الخيارات العلاجية مع الطبيب، بما في ذلك سؤال مهم يطرحه المرضى عادة: كم تستغرق عملية استئصال الغدة الجار درقية؟ حيث أن معرفة مدة العملية والمراحل التي تمر بها يمكن أن يساهم في التخفيف من القلق والتحضير للجراحة بشكل أفضل.

  • الأسباب الثانوية

الأسباب الثانوية تعني أن المشكلة ليست في الغدة الجار درقية، ولكنها في أجزاء أخرى من الجسم وتؤثر على الغدة الجار درقية، مثل الإصابة بأمراض الكلى التي تؤدي إلى انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم ونقص فيتامين د، وهذا يؤدي إلى زيادة نشاط الغدة باستمرار، ويحتاج المريض إلى استئصال الغدة الدرقية من أجل علاج هذه المشكلة، إذا لم يعطِ العلاج الغير جراحي النتائج المرجوة.

ما العلاقة بين استئصال الغدة الدرقية والغدة الجار درقية؟

في ظل الحديث عن كم تستغرق عملية استئصال الغدة الجار درقية؟ علينا معرفة أنه توجد علاقة بين عملية استئصال الغدة الدرقية والغدة الجار درقية، لذلك تجد الكثير من الأشخاص يتساءلون عن كم تستغرق عملية الغدة الدرقية؟ أو نسبة نجاح عملية الغدة الدرقية.

الأمر ببساطة أن الغدة الدرقية قد تُصاب ببعض المشكلات التي تدفع المريض إلى استئصال الغدة وأشهر هذه المشكلات هي الإصابة بالسرطان، وتوجد العديد من أنواع استئصال الغدة الدرقية منها الاستئصال الكلي، ويعمل الطبيب في الاستئصال الكلي على إزالة كافة الأنسجة الخاصة بالغدة الدرقية، ولكنه يترك أنسجة الغدة الجار درقية دون أن يؤثر عليها، ولكن في الغالب يتسبب ببعض الأضرار للغدة الجار درقية ويؤدي إلى قصور الغدة ونقص مستوى الهرمون الخاص بها، لذلك يبحث الكثير من الأشخاص عن نسبة نجاح عملية الغدة الدرقية واستئصال السرطان، وذلك لأنهم يريدون الحصول على أفضل نسبة نجاح عملية الغدة الدرقية لتجنب هذه المشكلة.

في الغالب يكون الضرر الذي وقع على الغدة الجار درقية مؤقت، ولكن في بعض الحالات قد يكون الضرر دائم، ويحتاج المريض إلى علاج المشكلة، أما للإجابة على كم تستغرق عملية الغدة الدرقية فيمكننا القول أن مدة العملية تختلف باختلاف نوع العملية، بالإضافة إلى طريقة إجراء العملية نفسها.

تعرف على استئصال الفص الايمن من الغدة الدرقية

طريقة إجراء عملية استئصال الغدة الجار درقية

للإجابة على سؤال كم تستغرق عملية استئصال الغدة الجار درقية؟ نحتاج إلى معرفة طريقة إجراء العملية في البداية، وتُجرى العملية تحت تأثير التخدير الكلي في أغلب الحالات، وهذا يعني أن المريض يكون نائمًا أثناء العملية، ولكن في بعض الحالات خاصةً التي يستخدم فيها الطبيب طرق طفيفة التوغل قد تُجرى العملية تحت تأثير التخدير الموضعي، وهذا يعني أن المريض سوف يكون واعيًا وقد يشعر بضغط في منطقة الرقبة.

بالإضافة إلى التخدير، فإن المريض يخضع لفحوصات دم باستمرار أثناء العملية الجراحية، والهدف هو قياس مستوى هرمون الغدة الجار درقية، وذلك من أجل التأكد أن مشكلة فرط نشاط الغدة الجار درقية قد عولجت.

اقرأ أيضا: علاج اورام الغده الدرقيه بالتردد الحراري

بعد التخدير، يختار الطبيب الطريقة المناسبة لإجراء العملية الجراحية، وذلك لوجود عدة طرق يمكن اللجوء إليها، وهذه الطرق تشمل:

  • الطرق طفيفة التوغل: يلجأ الطبيب إلى هذه العملية في حالة أن المشكلة هي فرط نشاط الغدة فقط، ويعمل الطبيب على تحديد الغدة النشطة قبل العملية بواسطة الفحوصات المختلفة، ثم يعمل على استخدام هذه الطرق من أجل استئصال الغدة النشطة فقط، ومن أمثلة الطرق طفيفة التوغل استخدام المنظار أو المواد المشعة أو الكاميرا.
  • استكشاف الرقبة الثنائي: في هذه الحالة يعمل الطبيب على استكشاف الغدد الجار درقية على جانبي الرقبة، ويلجأ الطبيب إلى هذه الطريقة في حالة وجود أكثر من غدة نشطة، أو لم يجد الغدة النشطة في الجانب الذي استكشفه أولًا، أو لم تظهر صور الأشعة قبل العملية، كما أن بعض الأطباء يفضلون هذه الطريقة في كل الحالات.

قد تبدو عملية استئصال الغدة الجار درقية بسيطة في ظاهرها، وبالفعل تُعد من العمليات التي يمكن إجراؤها بسهولة نسبية، ومع ذلك، فإن نجاحها يعتمد بشكل كبير على خبرة الجراح، لهذا، يُنصح دائمًا باللجوء إلى أفضل الأطباء لضمان الحصول على النتائج المثلى بعد العملية، كما أن تفاصيل الجراحة الدقيقة تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد إجابة السؤال الشائع: كم تستغرق عملية استئصال الغدة الجار درقية؟ فكل حالة تختلف عن الأخرى بناءً على عوامل متعددة مثل التقنية المستخدمة وحالة المريض الصحية.

كم تستغرق عملية استئصال الغدة الجار درقية؟

بعد التعرف على تفاصيل عملية استئصال الغدة الجار درقية، حان الوقت لكي نُجيب على سؤال كم تستغرق عملية الغدة الجار درقية؟

أما بالنسبة لإجابة سؤال كم تستغرق عملية استئصال الغدة الجار درقية؟ فغالبًا ما تكون مدة العملية حوالي ساعة واحدة، ومع ذلك، هناك بعض العوامل التي قد تؤثر على هذه المدة مثل:

  • طريقة إجراء العملية.
  • عدد الغدد التي سوف يستأصلها الطبيب.
  • سبب اللجوء إلى العملية.
  • خبرة ومهارة الطبيب المعالج.

لذلك من المهم اختيار أفضل الأطباء ومناقشة معه كل تفاصيل العملية ومعرفة إجابة كم تستغرق عملية استئصال الغدة الجار درقية؟ قبل الخضوع للعملية.

العوامل المؤثرة على سعر عملية استئصال الغدة الجار درقية

من الصعب تحديد سعر عملية استئصال الغدة الجار درقية برقم ثابت ومحدد، وذلك لوجود العديد من العوامل التي تؤثر على سعر العملية، وهذه العوامل تختلف من حالة إلى أخرى، والعوامل المؤثرة على سعر عملية استئصال الغدة الجار درقية تشمل:

  • عدد الغدد التي يستأصلها الطبيب.
  • التحاليل والفحوصات التي يحتاجها المريض.
  • طريقة إجراء العملية.
  • تكلفة الأدوات الجراحية المستخدمة في العملية.
  • تكلفة التخدير والفريق الطبي المعاون.
  • مهارة الطبيب وخبرته في إجراء هذه العمليات.
  • مدة الإقامة في المستشفى قبل وبعد العملية.

مضاعفات استئصال الغدة الجار درقية

بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال كم تستغرق عملية استئصال الغدة الجار درقية؟ وجدنا كذلك من يتساءل عن مضاعفات استئصال الغدة الجار درقية، عملية استئصال الغدة الجار درقية مثلها مثل أي إجراء جراحي آخر قد ينتج عنها بعض الآثار الجانبية، ومضاعفات استئصال الغدة الجار درقية قد تشمل:

  • الإصابة بالعدوى بعد العملية.
  • الإصابة بورم دموي (تجمع الدم) تحت جلد الرقبة، وهذا الورم يسبب ضغطًا على الرقبة.
  • من مضاعفات استئصال الغدة الجار درقية انخفاض مستوى الكالسيوم على المدى الطويل بسبب إزالة أو تلف أنسجة الغدد الجار درقية.

لتجنب مضاعفات استئصال الغدة الجار درقية، يُفضل اختيار طبيب ذو خبرة وكفاءة عالية في هذا النوع من العمليات، حيث أن الاعتماد على أطباء محترفين، مثل أطباء المركز المصري للأورام، يزيد من فرص نجاح العملية ويقلل من المخاطر المحتملة، ويتميز أطباء المركز بالقدرة على إجراء العملية بدقة واحترافية؛ مما يساعد على تقليل احتمالية حدوث مضاعفات.

في النهاية، إجابة كم تستغرق عملية استئصال الغدة الجار درقية؟ تعتمد على عدة عوامل لكنها في الغالب تستغرق ساعة واحدة، ولكن من المهم اختيار أفضل الأطباء لإجراء هذه العملية بدقة عالية؛ ولذلك لا تترددوا في التواصل مع المركز المصري للأورام وحجز استشارة مع الدكتور ضياء صالح – أستاذ جراحة الأورام وجراحة أورام الثدي بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة وعضو الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام – لإجراء العملية بأفضل طريقة ممكنة.

أسئلة شائعة

كم تستغرق عملية إزالة الغدة الدرقية؟

في الغالب تستغرق العملية حوالي ساعة واحدة، ولكن قد تزيد هذه المدة أو تقل بناءً على العديد من العوامل التي تختلف من حالة إلى أخرى.

هل عملية إزالة الغدة الدرقية مؤلمة؟

لا، أثناء العملية يكون المريض تحت تأثير التخدير الكلى أو التخدير الموضعي، وهذا يعني أن المريض لا يشعر بأي ألم أثناء العملية، ولكن قد يشعر المريض ببعض الآلام بعد العملية وانتهاء مفعول التخدير.

 


اقرأ أيضا