تُعتبر وحدة العلاج الإشعاعي من العناصر الحيوية في مكافحة الأورام، حيث تلعب دورًا حاسمًا في تحسين نتائج العلاج للمرضى، وفي المركز المصري للأورام، تُقدم هذه الوحدة مجموعة متكاملة من الخدمات العلاجية المتقدمة، باستخدام أحدث التقنيات والأساليب الطبية، ويهدف العلاج الإشعاعي إلى استهداف الخلايا السرطانية بدقة؛ مما يقلل من الأضرار التي تلحق بالخلايا السليمة، ومن خلال فريق متخصص ومؤهل، توفر وحدة العلاج الإشعاعي بيئة دعم ورعاية شاملة، تُساعد المرضى في رحلتهم نحو الشفاء، ومن خلال السطور القادمة سنتعرف على مميزات العلاج الإشعاعي، وكذلك مميزات أفضل وحدة علاج إشعاعي في مصر، فقط تابعوا معنا القراءة للنهاية.
ما هو العلاج الإشعاعي؟
علينا في البداية التعرف على المقصود بالعلاج الإشعاعي، لكي نستطيع بعد ذلك معرفة دور وحدة العلاج الإشعاعي في التخلص من السرطانات والأورام.
العلاج الإشعاعي أو ما يُعرف بالإنجليزية باسم Radiation therapy أو radiotherapy هو نوع من أنواع علاجات السرطان، ويستخدم العلاج الإشعاعي طاقة عالية للغاية من أجل تدمير وقتل الخلايا السرطانية، ومعظم أجهزة العلاج الإشعاعي تستخدم أشعة X أو الأشعة السينية، ولكن حاليًا توجد العديد من الأجهزة الحديثة التي تعتمد على الإشعاع البروتوني.
لكن العلاج الإشعاعي ليس نوعًا واحدًا، كما لا يمكن تطبيقه بطريقة واحدة كذلك، ويوجد نوعان أساسيان من العلاج الإشعاعي يمكن استخدامها لعلاج السرطان، وهذان النوعان هما:
- العلاج الإشعاعي الخارجي: يُعد هذا النوع هو النوع الأكثر شيوعًا في العلاج الإشعاعي، وفيه تُستخدم آلة تُعرف باسم المسرع الخطي، والذي يعمل على إطلاق حزم عالية الطاقة ناحية الورم، وقد تكون الطاقة أشعة سينية أو إلكترونات أو بروتونات، ويوجه الطبيب الطاقة نحو الورم بدقة عالية، وتوجد العديد من أشكال الإشعاع الخارجي.
- العلاج الإشعاعي الداخلي: يوضع العلاج الإشعاعي الداخلي داخل أو بالقرب من الورم، ويُستخدم لعلاج الأورام الصغيرة في الرأس أو الرقبة أو الثدي أو عنق الرحم أو الرحم أو البروستاتا، ويمكن تلقي الإشعاع الداخلي من خلال مصدر صلب أو في صورة سائلة، وفي حالة المصدر الصلب فإنه يُزرع داخل الورم أو بالقرب منه، ويعمل على إطلاق إشعاعًا إلى منطقة صغيرة لقتل الخلايا السرطانية، كما يمكن استخدام سائل عبر الدم التي تعثر على الخلايا السرطانية وتدمرها، وبعض الأنواع يمكن بلعها، والبعض الآخر يتلقاه المريض من خلال حقنة وريدية، ويتعرف البروتين المشع على الخلية السرطانية ويلتصق بها، ثم يُطلق الإشعاعي لقتلها.
لماذا نحتاج إلى وحدة العلاج الإشعاعي؟
من النقاط المهمة التي يجب أن نعرفها عن دور وحدة العلاج الإشعاعي هي أن العلاج الإشعاعي يُستخدم في علاج كل أنواع السرطانات تقريبًا، ويستخدم أكثر من نصف مرضى السرطان العلاج الإشعاعي كجزء من العلاج، كما يمكن أن يُستخدم العلاج الإشعاعي في علاج مشكلات أخرى غير السرطان، مثل الأورام الحميدة غير السرطانية.
لكن مهمة وحدة العلاج الإشعاعي لا تتوقف عند حد علاج السرطان، بل تُحدد كذلك طريقة استخدام العلاج الإشعاعي، فالعلاج الإشعاعي يُمكن أن:
- يُستخدم بمفرده لعلاج السرطان ويُعرف في هذه الحالة باسم العلاج الأولي.
- يُستخدم قبل العملية الجراحية من أجل تقليص حجم الورم، ويُعرف في هذه الحالة باسم العلاج المساعد الجديد.
- يُستخدم بعد العملية الجراحية من أجل التخلص من أي خلايا سرطانية، ويُعرف في هذه الحالة باسم العلاج المساعد.
- يُستخدم مع بعض العلاجات الأخرى مثل العلاج الكيماوي من أجل تدمير الخلايا السرطانية بفعالية أكبر.
- في الحالات المُتقدمة من السرطانات، يمكن استخدامه في تخفيف الأعراض التي يشعر بها المريض.
الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي
أكثر ما يخاف منه الناس عند الحديث عن وحدة العلاج الإشعاعي هو الآثار الجانبية التي قد يُصاب به المريض، وبالفعل فإنه توجد العديد من الآثار الجانبية التي يُمكن أن يُصاب به المريض، ولكن تختلف الآثار الجانبية باختلاف المكان الذي يتعرض للعلاج الإشعاعي، بالإضافة إلى الجرعة التي يتلقاها المريض، وغالبًا تُقسم جرعة العلاج الإشعاعي على أكثر من جلسة، وذلك حتى لا يُصاب المريض بالعديد من المُصاعفات، كما أن بعض الآثار الجانبية قد تختفي بعض العلاج الإشعاعي من تلقاء نفسها.
الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي قد تشمل ما يلي:
- توجد بعض الآثار الجانبية العامة مثل تساقط الشعر في مكان العلاج، بالإضافة إلى التعب وتهيج الجلد في مكان العلاج.
- في حالة تلقي العلاج الإشعاعي على الرأس والرقبة، فإن الآثار الجانبية سوف تشمل جفاف الفم، وزيادة كثافة اللعاب، وصعوبة البلع، والتهاب الحلق، بالإضافة إلى تغير مذاق الأطعمة في فم المريض، وقد يشعر المريض بالغثيان، كما يُصاب المريض بتقرحات الفم، وتسوس الأسنان.
- في حالة تلقى المريض العلاج الإشعاعي على الصدر، فإن المريض قد يُصاب ببعض الآثار الجانبية التي تشمل صعوبة البلع، وضيق التنفس، والسعال.
- في حالة تلقى المريض العلاج الإشعاعي على البطن، فإن الآثار الجانبية سوف تشمل الشعور بالغثيان والقيء والإسهال.
- في حالة تلقي العلاج الإشعاعي على الحوض، فإن الآثار الجانبية سوف تشمل الإسهال، وتهيج المثانة، وكثرة التبول، والعجز الجنسي.
لكن السؤال الأهم هو هل يُصاب كل مريض بكل هذه الآثار الجانبية السابقة؟ الإجابة قطعًا لا، فكل مريض يتلقى العلاج الإشعاعي، يُصاب بآثار جانبية مختلفة، وقد يُصاب بعض المرضى ببعض الأعراض، وبعض المرضى الآخرين لا يُصابون بأي من هذه الأعراض.
مميزات العلاج الإشعاعي
للتعرف على أهمية وحدة العلاج الإشعاعي ومميزات العلاج الإشعاعي، فإنه يمكننا القول أن العلاج الإشعاعي هو علاج موثوق للتخلص من السرطانات المختلفة، كما أنه يُساعد الطرق الأخرى المستخدمة في العلاج، كما أنه يمكن استخدامه في الرعاية التلطيفية للمريض، ولتتعرف على مميزات العلاج الإشعاعي علينا التعرف على طريقة عمل العلاج الإشعاعي.
يعمل العلاج الإشعاعي على قتل الخلايا السرطانية عن طريق تدمير المادة الوراثية، والمادة الوراثية هي المسؤولة عن نمو وانقسام الخلايا عامةً، وتجدر الإشارة إلى أن الخلايا السرطانية تتضرر ولكن الخلايا السليمة تتضرر هي الأخرى، ولكن الخلايا السليمة قادرة على إصلاح التلف بسهولة وسرعة أكبر من الخلايا السرطانية، والهدف من العلاج الإشعاعي هو التخلص من السرطان، مع الإضرار بأقل عدد من الخلايا السليمة.
مميزات العلاج الإشعاعي تشمل ما يلي:
- استهداف دقيق للخلايا السرطانية: يستخدم العلاج الإشعاعي تقنيات متقدمة لتحديد مواقع الأورام بدقة؛ مما يسمح بتوصيل الإشعاع مباشرة إلى الأنسجة السرطانية وتقليل التأثير على الأنسجة السليمة.
- علاج غير جراحي: يوفر العلاج الإشعاعي خيارًا فعالًا للمرضى الذين لا يمكنهم الخضوع لعمليات جراحية، أو الذين يفضلون تجنب الجراحة لأسباب طبية أو شخصية.
- يمكن استخدامه بشكل متكامل: يمكن دمج العلاج الإشعاعي مع علاجات أخرى مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي؛ مما يعزز من فعالية العلاج الشامل ويساهم في تحسين نتائج الشفاء.
- خفض حجم الورم: يساعد العلاج الإشعاعي في تقليل حجم الأورام؛ مما قد يسهل إجراء الجراحة لاحقًا أو يساعد في السيطرة على الأعراض المرتبطة بالورم.
- دعم علاج الأورام المتكررة: يُعتبر العلاج الإشعاعي خيارًا مفيدًا لعلاج الأورام التي تعود بعد العلاج الأولي، حيث يمكن أن يؤدي إلى تقليل حجم الورم وتخفيف الأعراض.
- فترات علاج مرنة: يُمكن تخطيط جلسات العلاج الإشعاعي بشكل يتناسب مع جدول المريض؛ مما يسهل التكيف مع الالتزامات اليومية.
- دعم نفسي واجتماعي: يُقدم فريق العلاج الإشعاعي دعمًا نفسيًا للمريض وعائلته؛ مما يساعد في تخفيف القلق والتوتر المرتبطين بتشخيص السرطان والعلاج.
- تحسين جودة الحياة: يمكن للعلاج الإشعاعي أن يسهم في تخفيف الأعراض مثل الألم والنزيف؛ مما يعزز من جودة الحياة للمريض خلال فترة العلاج.
مميزات وحدة العلاج الإشعاعي الخاصة بالمركز المصري للأورام
تُعد وحدة العلاج الإشعاعي في المركز المصري للأورام من المرافق المتطورة التي تُقدم خدمات علاجية متقدمة للمرضى، وتتميز الوحدة بتقديم رعاية متكاملة تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والفريق الطبي المتخصص؛ مما يسهم في تحقيق نتائج فعالة في مكافحة الأورام، وفيما يلي بعض المميزات الرئيسية لوحدة العلاج الإشعاعي في المركز:
- تستخدم الوحدة أحدث التقنيات في العلاج الإشعاعي؛ مما يضمن استهدافًا دقيقًا للورم.
- يتكون فريق العمل من أطباء وفنيين وممرضين ذوي خبرة في مجال العلاج الإشعاعي؛ مما يضمن تقديم رعاية طبية عالية الجودة.
- يتم تصميم برامج علاجية فردية تناسب احتياجات كل مريض بناءً على نوع الورم وحجمه ومرحلته.
- تقدم الوحدة دعمًا نفسيًا مستمرًا للمرضى وأسرهم؛ مما يساعد على تخفيف القلق والتوتر المصاحب للعلاج.
- توفر الوحدة بيئة علاجية مريحة وداعمة؛ مما يساعد المرضى على الشعور بالراحة أثناء تلقي العلاج.
- تتمتع الوحدة بالتنسيق المستمر مع الأقسام الأخرى في المركز، مثل وحدة الأورام والعلاج الكيميائي، لتحقيق رعاية شاملة.
- تُجرى متابعة دقيقة لحالة المرضى خلال العلاج وبعده؛ مما يساعد على تقييم فعالية العلاج وتعديل الخطط إذا لزم الأمر.
- تُعقد جلسات توعوية للمرضى حول العلاج الإشعاعي وأثره؛ مما يسهم في فهمهم لعملية العلاج ويزيد من شعورهم بالتمكين.
في ختام مقالنا عن وحدة العلاج الإشعاعي في المركز المصري للأورام، نجد أن هذه الوحدة تمثل حجر الزاوية في تقديم رعاية متقدمة للمرضى الذين يعانون من الأورام، ومن خلال استخدام تقنيات حديثة وخدمات مخصصة، تساهم الوحدة في تحقيق نتائج علاجية فعالة وتحسين جودة حياة المرضى.
إذا كنت بحاجة إلى استشارة أو معلومات إضافية حول العلاج الإشعاعي، فإن المركز المصري للأورام مفتوح دائمًا لاستقبال استفساراتكم، فنحن نؤمن بأن المعلومات والدعم هما جزء أساسي من رحلة العلاج، ونسعى لتوفير كل ما يلزم لمساعدة المرضى على تحقيق الشفاء والتعافي.
