يُعتبر الكبد أحد أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، وأي خلل أو مشكلة تصيبه قد تؤدي إلى آثار صحية خطيرة، ومن بين هذه المشكلات، تبرز أورام الكبد الحميدة أو ما يُطلق عليها في بعض الأحيان آفات الكبد غير السرطانية، وعلى الرغم من أن الأورام الحميدة قد لا تهدد حياة المريض إلا أنها تؤثر على جودة الحياة بشكل كبير، ولذلك في هذا المقال سنتحدث عن الطرق المختلفة لعلاج اورام الكبد الحميدة، وذلك مع الدكتور ضياء صالح – أستاذ جراحة الأورام وجراحة أورام الثدي بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة وعضو الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام – فتابعوا معنا قراءة هذا المقال للنهاية لتتعرفوا على كافة التفاصيل.
أنواع أورام الكبد الحميدة
قبل التعرف على الطرق المتاحة لعلاج اورام الكبد الحميدة دعنا في البداية نتعرف على أنواع الأورام الحميدة التي يمكن أن تُصيب الكبد، والتي تؤثر بعد ذلك على كفاءة الكبد وقدرته على أداء وظيفته، وهذه الأنواع تشمل:
الورم الدموي الكبدي
الورم الدموي أو ما يُطلق عليه بالإنجليزية اسم Hemangioma، يُعد أشهر الأورام الحميدة التي تُصيب الكبد، وهذا الورم عبارة عن كتلة من الأوعية الدموية غير الطبيعية، وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الأورام، وعادة لا تؤدي هذه الأورام إلى ظهور أي أعراض، كما أن هذه الأورام قد لا يحتاج إلى علاج من الأساس، وفي بعض الحالات النادرة للغاية يمكن أن يُصاب الأطفال الرضع بورم دموي كبير قد يحتاج إلى الاستئصال الجراحي من أجل الوقاية من تجلط الدم والقصور القلبي.
التضخم العقدي البؤري
هذا النوع يُعد ثاني أشهر أنواع الأورام الحميدة التي تُصيب الكبد، وتُعرف بالإنجليزية باسم Focal Nodular Hyperplasia، وتُصيب هذه الأورام في الأساس النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و30 سنة، وغالبًا ما تُكتشف هذه الأورام أثناء إجراء الفحوصات والأشعة على الكبد لتشخيص مشكلات أخرى، وهذه الأورام في الغالب لا تسبب أي أعراض أو تحتاج إلى علاج، ولكن في حالة أن الأورام كانت كبيرة في الحجم، فقد تحتاج الحالة إلى استئصالها جراحيًا من أجل تجنب خطر انفجارها، ولكن هذا غير شائع نهائيًا.
أورام الخلايا الكبدية البؤرية
تعد هذه الأورام هي الأقل شهرة بين الأورام الحميدة، وغالبًا يُصيب هذا النوع النساء في فترة الإنجاب، وترتبط الإصابة بهذا النوع بتناول حبوب منع الحمل الفموية، خاصةً في حالة تناول كمية كبيرة من الاستروجين، وغالبًا لا يتسبب الورم في أي أعراض، لذلك في بعض الحالات قد لا تُكتشف نهائيًا، ولكن في بعض الحالات قد تنفجر هذه الأورام وتتسبب في نزيف في تجويف البطن، وفي حالة اكتشاف أورام كبيرة فقد يوصى بالتدخل الجراحي لمنع حدوث النزيف، وقد يوصي الأطباء بالتوقف عن تناول حبوب منع الحمل في حالة استخدامها.
أكياس الكبد
هذا النوع من آفات الكبد أو أورام الكبد الحميدة عبارة عن أكياس مملوءة بالسوائل ربما تظهر عند الولادة، ولكنها قد تظهر أو تنشأ في أي فترة بعد ذلك.
هذه الأورام الحميدة يمكن أن تُصيب الكبد وقد تحتاج إلى علاج وقد لا تحتاج إلى علاج، ولكن توجد نوع من الأورام الأخرى الخطيرة التي تُصيب الكبد وهي سرطان الكبد، وسرطان الكبد له العديد من الأنواع أشهرها سرطان الخلايا الكبدية، والذي غالبًا ينشأ نتيجة الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي أو تناول الكحوليات، ويوجد نوع من سرطان الكبد ينشأ نتيجة انتشار الخلايا السرطانية إلى الكبد من مكان أخرى، ويُعد سرطان الكبد خطير للغاية ويحتاج المريض إلى العلاج في الحال.
أسباب الإصابة بأورام الكبد الحميدة
لكي نتحدث عن علاج اورام الكبد الحميدة، فلا بد من التعرف على الأسباب التي ربما تؤدي إلى ذلك، ولكن حتى الآن لم يتأكد العلماء من أي سبب قد يؤدي إلى الإصابة بأورام الكبد الحميدة، ولكن توجد بعض الاحتمالات، والتي تشمل:
- تليف الكبد: يُعد تليف الكبد أو تكون نسيج ندبي في الكبد هو أشهر الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بأورام الكبد، وتليف الكبد له العديد من الأسباب مثل الإصابة التهاب الكبد C، أو التهاب الكبد B، أو قد يحدث تليف الكبد كذلك نتيجة الإسراف في شرب الكحوليات.
- التدخين.
- الهرمونات الموجودة في حبوب منع الحمل.
على الرغم من عدم معرفة السبب الفعلي، ولكن تجنب الإصابة ببعض المشكلات مثل تليف الكبد قد يكون هو علاج اورام الكبد الحميدة الوقائي.
علاج اورام الكبد الحميدة
أولًا علينا معرفة أن الخلايا السرطانية تختلف عن هذه الأورام، فالخلايا السرطانية خطيرة للغاية وتحتاج فعلًا إلى تلقي العلاج في الحال، ولكن بالنظر إلى هذه الأورام فنجد إما أنها نتيجة كتلة من الأوعية الدموية غير الطبيعية أو بعض الهرمونات التي تسبب مشكلات أو حتى أكياس، وتعد الأوعية الدموية غير الطبيعية هي الأشهر كما ذكرنا، ولكن هذه المشكلات لا تتسبب في أي مشكلات بالنسبة للمريض، وغالبًا ما تُكتشف صدفة أثناء فحص الكبد لمشكلات أخرى.
لذلك نجد أن علاج اورام الكبد الحميدة يعتمد على طبيعة الورم نفسه، وحجم الورم، وحالة الكبد أثناء الإصابة بالورم هل هو سليم أو متأثر بهذا الورم، وطبقًا لتقييم الطبيب لهذا الورم فإنه يحدد خطة العلاج المناسبة لحالة المريض.
وعامة نجد أن علاج اورام الكبد الحميدة تشمل:
- الأورام الحميدة الصغيرة التي لا تسبب أي أعراض، فلا حاجة إلى أي علاج، ويحتاج المريض فقط إلى متابعة حالة الكبد لاستمرار.
- الأورام الحميدة الكبيرة والتي قد تتسبب في بعض الأعراض، فإن المريض قد يحتاج إلى استئصال هذه الأورام جراحيًا.
لذلك بكل بساطة يمكننا القول أن أغلب الحالات لا تحتاج إلى علاج اورام الكبد الحميدة، ولكن من المهم اختيار أفضل الأطباء من أجل تقييم حالة المريض جيدًا من البداية.
في ختام مقالنا حول علاج اورام الكبد الحميدة، نجد أن هذه الحالة، رغم عدم كونها مهددة للحياة، ولكنها تتطلب اهتمامًا طبيًا دقيقًا للتقليل من تأثيراتها السلبية على حياة المرضى، وتختلف طرق العلاج حسب حجم الورم وموقعه وأعراضه، بدءاً من المراقبة المستمرة إلى التدخل الجراحي إذا لزم الأمر، ولكن من الضروري أن يتعاون المرضى مع أطبائهم لفهم خيارات العلاج المتاحة واتخاذ قرارات مستنيرة تتماشى مع حالتهم الصحية، كما إن استشارة أطباء متخصصين، مثل الدكتور ضياء صالح، تساهم في تحقيق أفضل النتائج وتوفير رعاية شاملة تساعد المرضى في العودة إلى حياتهم الطبيعية بأقل تأثيرات ممكنة.
أسئلة شائعة
هل الورم الحميد في الكبد خطير؟
عادةً ما يُعتبر الورم الحميد في الكبد غير خطير، حيث لا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم ولا يهدد حياة المريض، ومع ذلك يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية أو أعراض مزعجة تتطلب المراقبة أو العلاج.
كيف اقضي على الورم الحميد؟
في حالة أورام الكبد الحميدة الصغيرة والتي لا تسبب أي أعراض فلا حاجة للعلاج ونكتفي بالمراقبة، ولكن في حالة الورم الكبير الذي يسبب بعض الأعراض فيجب التدخل الجراحي لاستئصالها.