يُعد سرطان القولون واحدًا من أشهر السرطانات التي تُصيب الجهاز الهضمي، والقولون هو جزء من الأمعاء الغليظة المسؤولة عن تكوين الفضلات وإخراجها من فتحة الشرج، وقد يُطلق عليه في كثير من الأحياء اسم سرطان القولون والمستقيم لأنه يُصيب كلا الجزئين، ويبحث المرضى عن طريقة علاج سرطان القولون سواء عن طريق تنظير القولون أو العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي، وذلك ﻷن هذا السرطان يتسبب في الكثير من المشكلات للمريض، وهذا ما سوف نتحدث عنه في هذا المقال مع أحد الأطباء المتميزين في علاج الأورام الدكتور ضياء صالح – أستاذ جراحة الأورام وجراحة أورام الثدي بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة وعضو الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام – فتابعوا معنا قراءة المقال للنهاية لتتعرفوا على كافة التفاصيل.

ما هو سرطان القولون؟

قبل الحديث عن طريقة علاج سرطان القولون بالجراحة أو العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي، علينا في البداية التعرف على المقصود بسرطان القولون من الأساس.

سرطان القولون أو سرطان القولون والمستقيم هو نمو للخلايا يبدأ في جزء من الأمعاء الغليظة يُعرف باسم القولون، وهو الجزء الأول والأطول من الأمعاء الغليظة، ويؤثر سرطان القولون والمستقيم في الغالب على كبار السن ولكنه يستطيع أن يُصيب أي شخص في أي فئة عمرية، وينشأ سرطان القولون والمستقيم عادةً على هيئة ما يُعرف السلائل Polyps، وهذه السلائل ليست سرطانية ولكن بعضها قد يتحول إلى سرطان مع مرور الوقت.

من المهم الإشارة إلى نقطة مهمة للغاية وهي أن سلائل القولون غالبًا لا تُسبب أي أعراض، وغالبًا ما تُكتشف صدفةً أثناء تنظير القولون من أجل الكشف عن أي مشكلة أخرى؛ ولذلك يوصي الكثير من الأطباء بإجراء تنظير القولون بصفة دورية في كبار السن خاصةً الذين يمتلكون أي عوامل خطر تزيد من فرصة الإصابة بسرطان القولون.

لكن من المهم عدم الخوف عند الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وذلك لأنه يوجد العديد من الطرق التي يُمكن أن تُستخدم في علاج سرطان القولون الخبيث، ونسبة الشفاء من سرطان القولون كبيرة إلى حد كبير، خاصةً في حالة اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة.

ما هي أعراض سرطان القولون؟

يبحث الكثير من الأشخاص عن سرطان القولون العصبي اعراضه وعلاجه، ولكن دعنا نوضح نقطة مهمة للغاية وهي أنه لا يوجد ما يُعرف بسرطان القولون العصبي اعراضه وعلاجه، فالسرطان يختلف عن القولون العصبي، والقولون العصبي هو اضطراب يحدث في القولون ويؤدي إلى العديد من الأعراض المزعجة.

من المهم التعرف على أعراض سرطان القولون والمستقيم، لأنها هي التي تدفع المرضى للبحث عن طريقة علاج سرطان القولون الخبيث، ولكن غالبًا لا يؤدي سرطان القولون إلى ظهور أي أعراض على المريض في المراحل المبكرة، ولكن في حالة ظهور الأعراض فإنها تكون مرتبطة بحجم السرطان ومكانه في الأمعاء الغليظة، وأعراض سرطان القولون تشمل:

  • تغير في سلوك الأمعاء، سواء الإصابة بالإسهال أو الإصابة بالإمساك.
  • نزيف المستقيم أو نزول دم مع البراز.
  • عدم راحة مستمرة في البطن، تتضمن التقلصات، والغازات، والألم.
  • الشعور بالإرهاق والتعب.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • الشعور بأن الأمعاء لم تُفرغ بالكامل بعد عملية الإخراج.

قد تكون هذه الأعراض دافعًا للمريض للبحث عن طريقة علاج سرطان القولون الخبيث، ولكن ينبغي التنبيه إلى أنه لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل، حيث قد لا تظهر في المراحل المبكرة من المرض، لذلك يُعد إجراء تنظير القولون بانتظام أمرًا ضروريًا، خصوصًا للأشخاص كبار السن الذين يمتلكون عوامل خطر للإصابة بسرطان القولون.

سبب الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

سبب الإصابة بسرطان القولون الدقيق غير معروف حتى الآن، ولكن قد يكون السبب هو تغير في الحمض النووي الخاص بخلايا القولون، بالإضافة إلى ذلك توجد بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة بسرطان القولون مثل:

  • التقدم في العمر، حيث تزداد احتمالية الإصابة بسرطان القولون مع التقدم في العمر، خاصة بعد سن الـ50.
  • التاريخ المرضي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو الإصابة بسلائل القولون.
  • الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية.
  • الإصابة ببعض المتلازمات الوراثية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.
  • التاريخ العائلي للإصابة بسرطان القولون.
  • كما تشير الدراسات أن تناول نظام غذائي عالي الدهون واللحوم الحمراء، والأغذية المصنعة وقليل الألياف قد يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان القولون.
  • عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • زيادة الوزن أو السمنة تعتبر من عوامل الخطر المرتبطة بالسرطان.
  • الإصابة بمرض السكري.
  • التدخين وشرب الكحوليات.
  • التعرض للعلاج الإشعاعي من أجل علاج سرطان في البطن.

طريقة علاج سرطان القولون الخبيث

بعد التعرف على كافة التفاصيل الخاصة بسرطان القولون، وفهم طرق الكشف عن سرطان القولون، سواء باستخدام تنظير القولون أو أخذ عينة من الورم أو اختبارات الدم، خاصة وأن هذه الطرق تساعد في الكشف عن سرطان القولون، ينتقل الطبيب إلى مرحلة تحديد طريقة علاج سرطان القولون الخبيث الأنسب وفقًا لحالة المريض، وهذه الخطوة تمثل بداية رحلة العلاج، حيث يسعى الطبيب لتقديم أفضل طريقة علاج سرطان القولون لتحقيق النتائج المرجوة، وتتمثل هذه الطرق فيما يلي:

التدخل الجراحي

طريقة علاج سرطان القولون الخبيث الأشهر هي التدخل الجراحي، ولكن توجد العديد من الطرق الجراحية التي يمكن اللجوء إليها لعلاج سرطان القولون، وتُقسم إلى:

  • التدخل الجراحي في المراحل السرطان الأولى

في المراحل المبكرة يمكن اللجوء إلى بعض الطرق الجراحية طفيفة التوغل والتي تشمل:

  1. استئصال السلائل عن طريق تنظير القولون، والتي قد تساعد في استئصال السرطان بالكامل.
  2. استئصال الغشاء المخاطي المبطن للقولون من خلال تنظير القولون، وهذا يساعد في استئصال السلائل الكبيرة.
  3. تنظير البطن والذي يلجأ إليه الطبيب في حالة عدم نجاح استئصال السلائل من خلال تنظير القولون، إذ يقوم الطبيب بإجراء شقوق جراحية صغيرة في البطن، وباستخدام المنظار يصل إلى القولون، ويستأصل السلائل، كما قد يأخذ عينات من العقد الليمفاوية في المنطقة للبحث عن امكانية انتشار السرطان.
  • التدخل الجراحي في المراحل المتقدمة

في المراحل المتقدمة من سرطان القولون، قد لا تكون طريقة علاج سرطان القولون الخبيث السابقة مفيدة، لذلك يلجأ الطبيب إلى طرق جراحية أخرى تشمل:

  1. استئصال القولون الجزئي: حيث يعمل الطبيب على استئصال جزء من القولون، كما يستأصل جزء من الأنسجة السليمة المحيطة بالسرطان، كما قد يعيد ربط الجزء السليم المتبقي من القولون أو المستقيم، وهذه العملية قد تُجرى باستخدام تنظير البطن.
  2. في بعض الحالات قد لا يستطيع الطبيب إعادة ربط الأجزاء المتبقية بعد استئصال القولون الجزئي، فيلجأ إلى إنشاء فتحة في البطن تُدعى فغر القولون، وتتصل الفتحة بكيس لتجميع الفضلات ليتخلص منها المريض فيما بعد.
  3. قد يعمل الطبيب على استئصال الغدد الليمفاوية من أجل التأكد من استئصال السرطان بالكامل.

طريقة علاج سرطان القولون المتقدم

في بعض الحالات المتقدمة التي ينتشر فيها السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، قد لا تفيد طريقة علاج سرطان القولون بالتدخل الجراحي بمفردها، وقد يحتاج المريض إلى طرق أخرى مثل:

  • العلاج الكيميائي: العلاج الكيميائي هو استخدام أدوية قوية لقتل الخلايا السرطانية، وقد يُعطى المريض العلاج الكيميائي بعد الجراحة في حالة السرطانات الكبيرة أو التي قد انتشرت إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  • العلاج الإشعاعي: العلاج الإشعاعي هو استخدام طاقة قوية جدًا لقتل الخلايا السرطانية، وقد يتعرض المريض إلى العلاج الإشعاعي قبل العمليات لتسهيل عملية استئصال السرطان.
  • العلاج الموجه: العلاج الموجه هو أدوية تهاجم أجزاء كيميائية معينة في الخلايا السرطانية، وهذا يؤدي إلى موت الخلايا السرطانية.
  • العلاج المناعي: العلاج المناعي هو أدوية تساعد الجهاز المناعي من أجل قتل الخلايا السرطانية.

الشفاء من سرطان القولون ممكن إلى حد كبير، وتزداد فرصة الشفاء من سرطان القولون في حالة الاكتشاف المبكر للسرطان، والبدء بسرعة في تنفيذ طريقة علاج سرطان القولون الفعالة، ويعتمد النجاح أيضًا على كفاءة الطبيب المعالج؛ مما يجعل اختيار الطبيب المناسب خطوة حاسمة في رحلة العلاج، لذا، نوصى دائمًا بالبحث عن أفضل الأطباء المتخصصين، مثل أولئك الموجودين في المركز المصري للأورام، حيث يتمتع الفريق بخبرة واسعة ويقدم رعاية شاملة ودقيقة؛ مما يسهم في تحقيق نتائج إيجابية ويعزز فرص الشفاء للمريض.

في النهاية، طريقة علاج سرطان القولون تعتمد على مرحلة السرطان وحجمه وموقعه وغيرها من العوامل، ولكن الأهم هو اختيار الطبيب المناسب للعلاج، لذلك لا تترددوا في التواصل مع المركز المصري للأورام، وحجز استشارة مع أطباء المركز من أجل البدء فورًا في علاج هذا السرطان بأفضل طريقة ممكنة.

أسئلة شائعة

هل يمكن الشفاء من مرض سرطان القولون؟

نعم، يمكن الشفاء من سرطان القولون، إذ توجد العديد من طرق العلاج سواء الجراحية أو غير الجراحية، وكلما اكتشفنا السرطان مبكرًا، زادت فرصة الشفاء من سرطان القولون.

هل سرطان القولون يحتاج كيماوي؟

نعم، في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى استخدام العلاج الكيميائي لعلاج سرطان القولون، سواء بعد إجراء الجراحة أو في حال انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، وذلك بهدف تخفيف الأعراض وتحسين حالة المريض.


اقرأ أيضا