تُعتبر التغذية العلاجية عنصرًا أساسيًا في خطة علاج مرضى الأورام، حيث تلعب دورًا حيويًا في دعم صحة المرضى وتعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات المرتبطة بالعلاج، ويتعرض مرضى الأورام للعديد من التغيرات الغذائية نتيجة العلاج؛ مما قد يؤثر سلباً على طاقتهم وصحتهم العامة، لذا تأتي وحدة التغذية العلاجية لتوفير استراتيجيات غذائية مدروسة ومخصصة تلبي احتياجات كل مريض على حدة، ومن خلال تقييم الحالة الغذائية وتقديم المشورة والدعم، تساهم هذه الوحدة في تحسين جودة حياة المرضى وتعزيز نتائج العلاج، مما يجعلها ركيزة أساسية في الرعاية الصحية المتكاملة، لذلك في هذا المقال سوف نتعرف على أهمية وحدة التغذية العلاجية، ودور التغذية السليمة في حياة مريض السرطان، وذلك مع أطباء المركز المصري للأورام، فتابعوا معنا قراءة المقال للنهاية لتتعرفوا على كافة التفاصيل.
تأثير السرطان على التغذية السليمة
قبل الحديث عن دور وحدة التغذية العلاجية وأهمية التغذية السليمة في حياة مريض السرطان، دعنا نبدأ قصتنا من البداية، ونتعرف لماذا قد يحتاج مريض السرطان إلى وحدة التغذية العلاجية، وما هو تأثير السرطان على التغذية السليمة؟
في البداية دعنا نوضح أن السرطان وعلاج السرطان كلاهما يؤثران على التغذية وقد يؤديان إلى سوء التغذية، وهذا بدوره يؤثر بالسلب على جودة حياة مريض السرطان، ولكن كيف يحدث ذلك؟ يؤدي السرطان إلى الإصابة بالعديد من الأعراض منها التأثير على بعض الحواس منها التذوق والشم، بالإضافة إلى التأثير على شهية المريض، وقدرة المريض على تناول كمية الطعام الكافية وامتصاص المغذيات من الطعام، وهذا كله يؤدي في النهاية إلى الإصابة بسوء التغذية، والتي تعني نقص في المواد الغذائية الأساسية.
يمكن أن يكون لسوء التغذية تأثيرات خطيرة على صحة المريض، حيث يؤدي إلى شعور دائم بالضعف والإرهاق، ويضعف كذلك من مقاومة الجسم للعدوى، كما أن سوء التغذية يؤثر سلبًا على قدرة المريض على استكمال علاجه من السرطان؛ مما يعرض حياته للخطر، وتزداد خطورة هذه الحالة مع تقدم نمو السرطان وانتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم؛ مما يجعل التغذية السليمة أمراً حيويًا للحفاظ على الصحة وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات العلاجية.
تُظهر التأثيرات التي يتركها السرطان على التغذية السليمة أهمية خدمات وحدة التغذية العلاجية للمرضى، ولكن الحاجة إلى هذه الوحدة لا تقتصر فقط على التأثيرات المباشرة للسرطان؛ فالعلاجات التي يتلقاها المرضى، مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، قد تسهم أيضًا في تفاقم مشكلة سوء التغذية وتسبب مشكلات صحية إضافية، وكل طريقة علاج تؤثر على التغذية بطرق مختلفة؛ مما يستدعي وجود دعم متخصص في التغذية لضمان تلبية احتياجات المرضى وتعزيز صحتهم العامة، ومعالجة هذه القضايا الغذائية تعتبر ضرورية لدعم قدرة المرضى على مواجهة العلاج وتحسين جودة حياتهم.
التأثيرات السلبية للعلاج المستخدمة في مكافحة السرطان على التغذية
يمكن أن تتسبب العلاجات المستخدمة في مكافحة السرطان، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي، في مجموعة من التأثيرات السلبية على التغذية، فقد يعاني بعض المرضى من فقدان الشهية؛ مما يؤدي إلى انخفاض كمية الطعام المتناول، وبالتالي نقص العناصر الغذائية الأساسية، كما قد تتسبب العلاجات في ظهور أعراض مثل الغثيان، والتقيؤ، والتعب؛ مما يجعل من الصعب على المرضى الحفاظ على نظام غذائي متوازن.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر بعض العلاجات على حاسة التذوق؛ مما يؤدي إلى عدم الرغبة في تناول الأطعمة المعتادة، وهذه التغيرات الغذائية يمكن أن تؤدي إلى سوء التغذية؛ مما يضعف جهاز المناعة ويؤثر سلبًا على القدرة على تحمل العلاج، ولذلك من الضروري توفير الدعم الغذائي المناسب لضمان تلبية احتياجات المرضى وتعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات المرتبطة بالعلاج.
دور وحدة التغذية العلاجية
عندما يكون الشخص في صحة جيدة فإن تناول الشخص للسعرات الحرارية الكافية لا يكون مشكلة، ولكن عندما يكون الشخص مُصابًا بالسرطان فإن حدوث ذلك قد يكون صعبًا بالنسبة للكثير من المرضى، وذلك نتيجة لكل الآثار الجانبية التي ذكرناها في الفقرات السابقة سواء للسرطان أو العلاج الذي يتلقاه المريض.
التغذية العلاجية السليمة مهمة للغاية بالنسبة لمريض السرطان، ويحتاج مرضى السرطان إلى تغيير نظام الغذاء من أجل تحمل الآثار الجانبية، والمساعدة في تقوية المريض، وهنا يظهر دور وأهمية وحدة التغذية العلاجية الذي يشمل:
- تحديد الكميات المناسبة التي يجب أن يتناولها المريض.
- تحديد الأنواع المناسبة من الطعام التي يجب أن يتناولها المريض سواء البروتينات والكربوهيدرات وغيرها.
- وصف بعض الأنواع في حالات معينة مثل الأطعمة عالية البروتين من أجل الحفاظ على الوزن، والأطعمة الباردة من أجل علاج قرح الفم، مع مراعاة الآثار الجانبية للعلاج.
- تحديد النظام الغذائي المناسب لحالة المريض.
تعمل وحدة التغذية العلاجية على تحقيق العديد من الأهداف للمريض، وهذه الأهداف تشمل:
- الشعور بالتحسن.
- الحفاظ على قوة المريض وطاقته.
- الحفاظ على وزن المريض بالإضافة إلى الحفاظ على مخزون الجسم من العناصر الغذائية.
- تحمل الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج.
- تقليل خطر الإصابة بالعدوى.
- المساعدة على الشفاء والتعافي أسرع.
يُعد اختيار وحدة التغذية العلاجية الأفضل في مصر خطوة حيوية لمرضى السرطان، حيث يجب أن تتوفر فيها أفضل الكوادر الطبية المتخصصة، حيث يبدأ العمل في هذه الوحدات بتقييم شامل لحالة المريض؛ مما يتيح لهم وضع نظام غذائي مصمم خصيصًا لتلبية احتياجاته الفردية، وتتواصل هذه الوحدات مع المرضى خلال مسيرتهم العلاجية، وتتابع تطورات حالتهم بدقة، مع تعديل النظام الغذائي حسب التغيرات التي تطرأ على الصحة في كل مرحلة من مراحل العلاج، وهذا الالتزام بتوفير رعاية غذائية متكاملة يسهم في تعزيز قدرة المرضى على مواجهة تحديات العلاج وتحسين جودة حياتهم.
وحدة التغذية العلاجية في المركز المصري للأورام
تُعتبر وحدة التغذية العلاجية في المركز المصري للأورام من أبرز المكونات الأساسية في تقديم الرعاية الشاملة لمرضى السرطان، حيث تهدف الوحدة إلى تقديم استراتيجيات غذائية مخصصة تدعم صحة المرضى وتعزز قدرتهم على مواجهة العلاجات المختلفة، ومن خلال تقييم شامل لحالة كل مريض، يقوم فريق متخصص من أخصائيي التغذية بوضع خطط غذائية مدروسة تراعي احتياجات المرضى الفردية؛ مما يساعد في تقليل الآثار الجانبية للعلاج وتعزيز المناعة.
تستند خدمات الوحدة إلى أحدث الأبحاث والدراسات في مجال التغذية العلاجية، حيث يتم توفير خيارات غذائية غنية بالفيتامينات والمعادن التي تسهم في تحسين حالة المريض، كما تشمل الوحدة تقديم المشورة والدعم النفسي؛ مما يساعد المرضى على التغلب على التحديات المرتبطة بعلاج السرطان، ومن خلال هذه الجهود، تساهم وحدة التغذية العلاجية في تعزيز جودة حياة المرضى وتحسين نتائج العلاج؛ مما يعكس التزام المركز المصري للأورام بتقديم رعاية صحية متكاملة.
في النهاية، تلعب وحدة التغذية العلاجية دورًا أساسيًا في حياة مريض السرطان، سواء عند الإصابة أو أثناء علاج السرطان، ولكن من المهم اختيار وحدة التغذية العلاجية الأفضل من أجل تحقيق كل الأهداف التي يرغب فيها المريض، لذلك لا تترددوا في التواصل مع المركز المصري للأورام وحجز موعد مع وحدة التغذية العلاجية، من أجل مساعدتكم خلال رحلتكم مع السرطان، ومساعدتكم في الشفاء بأفضل طريقة ممكنة.