عندما يُكتشف وجود ورم حميد في القولون، قد يشعر المريض بالقلق حول طبيعته وخطورة تركه دون علاج. وعلى الرغم من أن هذه الأورام غالبًا ما تكون غير سرطانية، إلا أن إزالتها تعتبر إجراءً وقائيًا ضروريًا لتجنب أي تحوّل خطير قد يحدث في المستقبل. 

في هذا المقال، سنتناول عملية استئصال ورم حميد في القولون، بما في ذلك تعريف الورم الحميد في القولون، وما يجب على المريض توقعه بعد العملية لضمان الشفاء التام، كما سنلقي الضوء على عملية استئصال القولون والمستقيم في حالة كان الورم خبيثًا لا قدر الله، وإجابة سؤال مصيري وهو”هل سرطان القولون له علاج؟” بالإضافة إلى التطرق إلى نسبة نجاح عملية استئصال سرطان القولون

ما هو الورم الحميد في القولون؟

الورم الحميد في القولون هو نمو غير طبيعي لخلايا بطانة القولون، يُعرف أيضًا بالزوائد اللحمية أو سلائل القولون (Colon Polyps). هذه الزوائد تتكون عادةً من تجمع خلايا غير طبيعية، وقد تظهر في أجزاء مختلفة من القولون. 

غالبية هذه الأورام تكون حميدة وغير مؤذية، ولكن بعض الأنواع يمكن أن تتحول إلى أورام سرطانية مع مرور الوقت إذا لم يتم إزالتها، ولهذا السبب، يُجرى الفحص الدوري عن طريق منظار القولون لاكتشاف هذه الأورام واستئصالها عن طريق عملية استئصال ورم حميد في القولون.

 عملية استئصال ورم حميد في القولون

عملية استئصال ورم حميد في القولون، والمعروفة باسم استئصال الزوائد اللحمية (Polypectomy)، هي إجراء طبي يتم خلاله إزالة الورم الحميد من بطانة القولون. يتم عادةً هذا الإجراء خلال تنظير القولون، حيث يقوم الطبيب بإدخال المنظار داخل القولون للكشف عن الأورام واستئصالها. وعلى الرغم من أن معظم الأورام حميدة، إلا أن الطبيب قد يوصي بإزالتها بشكل احترازي لتجنب تطورها إلى أورام خبيثة في المستقبل.

دواعي استئصال ورم حميد في القولون

تُجرى عملية استئصال ورم حميد في القولون (Polypectomy) لأسباب عدة، تتعلق بصحة المريض والوقاية من مخاطر مستقبلية. تشمل دواعي الاستئصال ما يلي:

  1. ظهور الأعراض أو المضاعفات، فقد تسبب بعض الأورام الحميدة أعراضًا مثل الألم أو النزيف، أو تؤدي إلى مضاعفات تؤثر على وظيفة القولون.
  2. الاشتباه بسرطان الورم الحميد، في هذه الحالة يُفضل استئصاله لفحصه والتأكد من سلامته.

بصفة عامة، يوصي الأطباء باستئصال جميع الأورام الحميدة كإجراء وقائي، حتى تلك التي لا تبدو سرطانية أو لا تسبب أعراضًا، لأن هذه الأورام قد تستمر في النمو والتغير بمرور الوقت، ما قد يؤدي إلى مضاعفات في المستقبل.

كيف تُجرى عملية استئصال ورم حميد في القولون؟

تُعد عملية استئصال ورم حميد في القولون (Polypectomy) إجراءً بسيطًا يُجرى عادة باستخدام منظار داخلي. وفيما يلي خطوات العملية:

  1. يُستخدم منظار القولون (Colonoscope)، وهو أنبوب طويل ومرن مزود بكاميرا مضيئة، لإجراء العملية، يُدخل المنظار عبر فتحة الشرج ليصل إلى القولون.
  2. تقوم الكاميرا بنقل صور مباشرة من داخل القولون إلى شاشة، مما يساعد الطبيب في تحديد موقع الورم الحميد بدقة.
  3. لضمان رؤية أفضل، قد يقوم الطبيب بضخ غاز ثاني أكسيد الكربون عبر المنظار لتوسيع القولون وإبراز المنطقة المصابة.
  4. تستخدم أدوات جراحية صغيرة مثل الملقط الجراحي أو حلقات سلكية لاستئصال الورم الحميد. يتم تجميد الأدوات أو تسخينها حسب الحاجة لتثبيت الورم.
  5. بعد استئصال الورم، يُستخدم جهاز كهربائي (Electrocautery) لحرق أي أنسجة متبقية ولإغلاق الجرح ومنع النزيف.

تُعد هذه العملية بسيطة وغير جراحية، ويتم إجراؤها غالبًا أثناء فحص القولون بالمنظار، مما يسهم في الوقاية من تطور الأورام إلى سرطانات.

ما بعد عملية استئصال ورم حميد في القولون

بعد إجراء عملية استئصال ورم حميد في القولون، يمر المريض بعدة مراحل للتعافي والمراقبة:

  • يمكن للمريض عادةً العودة إلى المنزل بعد فترة قصيرة من العملية، ولكن قد يحتاج إلى شخص آخر لقيادته بسبب تأثير التخدير الذي قد يجعله غير مستقر أو مشوش.
  • قد يعاني المريض من انحباس الغازات في الجهاز الهضمي، مما يسبب بعض الانزعاج البسيط الذي يزول تدريجيًا، يُنصح بأن يكون المريض لطيفًا مع جهازه الهضمي خلال الأيام القليلة التي تلي العملية.
  • يتم إرسال الورم المستأصل إلى المختبر لتحليله، وتستغرق النتائج عادةً ما بين أسبوع إلى أسبوعين. في معظم الحالات، تكون الأورام الحميدة غير سرطانية، ولكن في حال وجود أي دليل على السرطان، سيقوم الطبيب بتحديد فحوصات وعلاجات متابعة.
  • حتى إذا كان الورم حميدًا، سيحتاج المريض إلى متابعة دورية للكشف عن أي أورام جديدة قد تظهر في المستقبل لضمان عدم تكرار المشكلة.

هذه المرحلة تعتبر هامة للتأكد من التعافي التام ومنع ظهور مضاعفات أو أورام جديدة.

عملية استئصال القولون والمستقيم

في حال كان الورم خبيثًا، قد يتطلب الأمر إجراء عملية استئصال القولون والمستقيم معًأ وهو إجراء جراحي يتم خلاله إزالة جزء من القولون أو المستقيم، أو إزالتهما بالكامل، لعلاج أو الوقاية من أمراض معينة، مثل الأورام الحميدة والخبيثة. يعتمد نوع العملية على مدى انتشار المرض، حيث يمكن أن تكون استئصالًا جزئيًا أو كليًا.

عادةً ما يتم ربط الأجزاء المتبقية من الأمعاء معًا للسماح بإخراج الفضلات بشكل طبيعي، أو قد يُحتاج إلى إنشاء فتحة مؤقتة أو دائمة في البطن (فغر القولون) للتخلص من الفضلات. تُعتبر هذه الجراحة معقدة وتحتاج إلى فريق طبي مختص لضمان نجاح العملية وسرعة التعافي.

نسبة نجاح عملية استئصال سرطان القولون

تصل نسبة نجاح عملية استئصال سرطان القولون إلى ما بين 73% و75%، إذ تعتبر عملية استئصال سرطان القولون من العمليات الناجحة بدرجة كبيرة، وتعتمد هذه النسبة على عدة عوامل، أهمها:

  1. مرحلة السرطان: ترتفع نسب النجاح بشكل ملحوظ في المراحل المبكرة من المرض، حيث يكون الورم محدودًا وسهل الاستئصال. في المراحل المتقدمة، قد تكون نسب النجاح أقل نسبيًا نظرًا لاحتمالية انتشار الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  2. صحة المريض العامة: يتمتع المرضى الذين لا يعانون من أمراض مزمنة أو مشاكل صحية أخرى بنسب نجاح أعلى.
  3. الكفاءة الجراحية: تعتمد نسبة نجاح عملية استئصال سرطان القولون أيضًا على خبرة الجراح وفريق العمل الطبي، مما يجعل اختيار الطبيب المختص أمرًا مهمًا لزيادة فرص الشفاء.

تعد هذه العملية خطوة أساسية في علاج سرطان القولون وتحسين جودة الحياة للمرضى، خاصة عند الاكتشاف المبكر.

هل سرطان القولون له علاج؟

نأتي الآن إلى إجابة سؤال مصيري يطرحه المرضى “هل سرطان القولون له علاج؟”، والإجابة: نعم، يمكن علاج سرطان القولون بنجاح في العديد من الحالات، خاصة عند اكتشافه في مراحله المبكرة. وتتنوع خيارات العلاج وفقًا لمرحلة المرض، وتشمل:

  1. الجراحة: تُعد الجراحة من أكثر العلاجات فعالية لسرطان القولون، حيث يتم استئصال الجزء المصاب من القولون. يعتمد نجاح الجراحة على مرحلة الورم وموقعه، وتُستخدم في المراحل المبكرة والمتقدمة أيضًا.
  2. العلاج الكيميائي: يُستخدم العلاج الكيميائي بعد الجراحة أو في بعض الحالات المتقدمة لتقليل حجم الورم أو القضاء على الخلايا السرطانية المتبقية.
  3. العلاج الإشعاعي: قد يُستخدم في حالات معينة من سرطان القولون، خاصة إذا كان الورم قريبًا من المستقيم.
  4. العلاجات المناعية والموجهة: تُعد هذه العلاجات من التطورات الحديثة التي تُستخدم في بعض الحالات المتقدمة لتحسين الاستجابة للعلاج.

الشفاء من سرطان القولون يعتمد بشكل كبير على مرحلة التشخيص المبكر والتدخل العلاجي المناسب.

وفي الختام يمكن القول أن عملية استئصال ورم حميد في القولون تُعد خطوة مهمة للحفاظ على صحة القولون ومنع أي تطورات غير مرغوبة. كما يجب على المريض الالتزام بالمتابعة الدورية لتفادي عودة الأورام مستقبلاً. 

إذا كنت تعاني من أي أعراض أو تحتاج إلى استشارة حول حالتك الصحية، لا تتردد في التواصل مع الدكتور ضياء صالح -أستاذ جراحة الأورام وجراحة أورام الثدي بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة وعضو الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام، حيث ستجد الخبرة والرعاية الطبية المتخصصة التي تحتاجها. تابع صحتك، ولا تتردد في طلب المشورة الطبية لضمان سلامتك.

الأسئلة الشائعة

كم تستغرق عملية استئصال ورم حميد من القولون؟

عملية استئصال ورم حميد من القولون عادةً ما تستغرق حوالي 20 إلى 60 دقيقة، حسب حجم وموقع الورم.

هل يعود الورم الحميد في القولون بعد استئصاله؟

من الممكن أن يعود الورم الحميد بعد استئصاله، لذا يُنصح بإجراء فحوصات دورية لمراقبة ظهور أي أورام جديدة.

هل ورم القولون الحميد خطير؟

الورم الحميد في القولون ليس خطيرًا في حد ذاته، لكنه قد يتحول إلى ورم سرطاني إذا لم يُستأصل في الوقت المناسب.

ماذا يحدث بعد استئصال الورم من القولون؟

بعد استئصال ورم حميد في القولون، قد يشعر المريض ببعض الانتفاخ أو الانزعاج البسيط، وسيحتاج إلى الراحة لبضعة أيام. سيتم إرسال الورم للفحص للتأكد من عدم وجود خلايا سرطانية، وقد يتطلب المتابعة الدورية للتأكد من عدم ظهور أورام جديدة.


اقرأ أيضا