تُعد عملية إزالة الطحال من الإجراءات الجراحية الهامة التي تُجرى لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات الطبية، بما في ذلك إصابات الطحال، وأورام الطحال، وبعض الاضطرابات الدموية، ويُعتبر الطحال عضوًا أساسيًا في نظام المناعة، حيث يساعد في تنقية الدم وإنتاج الخلايا المناعية، وعلى الرغم من أهمية هذا العضو، فإن استئصاله قد يكون ضروريًا في بعض الحالات للحفاظ على حياة المريض أو تحسين نوعية حياته، وتعتمد نسبة نجاح عملية استئصال الطحال على عدة عوامل، بما في ذلك الحالة الصحية العامة للمريض، وخبرة الجراح، وطبيعة المرض، وفي هذا المقال نتعرف على نسبة نجاح عملية استئصال الطحال، ولماذا نحتاج إلى عملية استئصال الطحال؟ وكيفية إجراء عملية استئصال الطحال؟ وذلك مع الدكتور ضياء صالح – أستاذ جراحة الأورام وجراحة أورام الثدي بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة وعضو الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام – فتابعوا معنا قراءة المقال للنهاية لتتعرفوا على كافة التفاصيل.
لماذا نحتاج إلى عملية استئصال الطحال؟
توجد العديد من العوامل التي تؤثر على نسبة نجاح عملية استئصال الطحال، وأول هذه العوامل هو السبب الذي يدفع المريض لإجراء هذه العملية، وبالنظر إلى المشكلات التي تُصيب الطحال، فإنه يوجد العديد من الأسباب التي تدفع المرضى للخضوع لهذه العملية، وهذه الأسباب تشمل:
- تمزق الطحال: يُعد تمزق الطحال أشهر الأسباب التي تدفع المريض للخضوع لعملية استئصال الطحال، ويُصاب المريض بهذه المشكلة نتيجة العديد من الأسباب منها التعرض إلى إصابة شديدة في البطن، أو الإصابة بتضخم الطحال، ونتيجة هذه المشكلة هي الإصابة بنزيف داخلي، والذي قد يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة المريض.
- تضخم الطحال: يمكن إجراء عملية استئصال الطحال من أجل تخفيف الأعراض المتعلقة بتضخم الطحال، وهذه الأعراض قد تشمل الشعور بالألم والشعور بالامتلاء.
- مشكلات الدم: توجد العديد من المشكلات التي تُصيب الدم والتي يمكن علاجها بواسطة إزالة الطحال منها نقص الصفائح الدموية مجهولة السبب (idiopathic thrombocytopenic purpura)، وزيادة عدد خلايا الدم الحمراء (polycythemia vera)، والثلاسيميا (thalassemia)، ولكن تجدر الإشارة إلى أن هذه العملية يلجأ إليها الطبيب بعد فشل الطرق الأخرى في تخفيف الأعراض التي يشعر بها المريض.
- السرطان: توجد بعض السرطانات التي يمكن علاجها بواسطة إزالة الطحال منها سرطان الدم الليمفاوي المزمن، وسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين، وسرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين، وسرطان الدم ذو الخلايا المشعرة.
- العدوى: تُعتبر العدوى الشديدة أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى تكوّن خراج في الطحال، وفي هذه الحالة قد يحتاج المريض إلى إجراء عملية إزالة الطحال إذا لم تنجح وسائل العلاج الأخرى في السيطرة على المشكلة.
- الأورام الحميدة: يمكن أن تتطلب الإصابة بأورام غير سرطانية في الطحال إجراء عملية إزالة الطحال إذا كانت هذه الأورام متضخمة أو إذا كان من الصعب إزالة الورم بالكامل.
سواء تضخم الطحال أو الإصابة بسرطان الطحال، فإن المريض في كل هذه الحالات يحتاج إلى عملية استئصال الطحال، واختلاف السبب يؤثر بشدة على نسبة نجاح عملية استئصال الطحال.
كيفية إجراء عملية استئصال الطحال
تؤثر طريقة إجراء العملية على نسبة نجاح عملية استئصال الطحال، حيث تمر العملية بالعديد من الخطوات التي يجب الالتزام بها، فقبل العملية يستخدم الطبيب التخدير الكلي، وبعد أن يغيب المريض عن الوعي يبدأ الطبيب في إجراء العملية، ولكن تجدر الإشارة إلى وجود عدة طرق لإجراء هذه العملية:
استئصال الطحال بالمنظار
تُعد عملية استئصال الطحال من أكثر العمليات التي يُمكن إجراؤها بواسطة المنظار، وقد يستطيع المريض مغادرة المستشفى في نفس اليوم، وخلال هذه العملية:
- يقوم الطبيب بإجراء 4 شقوق جراحية صغيرة في البطن.
- يُدخل الطبيب المنظار من أحد الشقوق، وبمساعدة الكاميرا الموجودة في طرف المنظار، فإن الطبيب يصل إلى الطحال.
- يُدخل الطبيب الأدوات الجراحية من خلال الشقوق الثلاثة المتبقية، ثم يعمل على استئصال الطحال، ثم يخرج ويُغلق الشقوق الجراحية.
تجدر الإشارة إلى أن استئصال الطحال بالمنظار ليست مناسبة لكل الحالات، ففي حالة تمزق الطحال، فإن عملية استئصال الطحال بالمنظار قد لا تكون مناسبة، وقد يحتاج المريض إلى الجراحة التقليدية، وفي بعض الحالات قد يبدأ استئصال الطحال بالمنظار، ولكنه يجد أنه من الضروري عمل شق جراحي أكبر لوجود نسيج ندبي بسبب عملية جراحية سابقة أو وجود بعض المشكلات الأخرى.
إزالة الطحال بالجراحة التقليدية
في الحالات التي لا يكون فيها استئصال الطحال بالمنظار مناسبًا، يعتمد الطبيب على الجراحة التقليدية، وتتضمن هذه العملية إجراء شق جراحي كبير في منتصف البطن، حيث يقوم الجراح بتحريك العضلات والأنسجة الأخرى جانبًا، ثم يستأصل الطحال، بعد الانتهاء من العملية، يتم إغلاق الشق الجراحي.
تتميز عملية استئصال الطحال بالمنظار بالعديد من المميزات بالمقارنة مع الجراحة التقليدية، ولكن كما ذكرنا فإن كل طريقة لها الاستخدامات الخاصة بها، ولكن من المهم اختيار أفضل الأطباء لإجراء هذه العملية سواء بالمنظار أو بالطريقة التقليدية من أجل الحصول على أعلى نسبة نجاح عملية استئصال الطحال.
نسبة نجاح عملية استئصال الطحال
بعد التعرف على مشكلة تضخم الطحال، وتفاصيل عملية إزالة الطحال، وطرق إجراء العملية سواء استئصال الطحال بالمنظار أو بالطريقة التقليدية، فإن من أهم تساؤلات المرضى هو نسبة نجاح عملية استئصال الطحال، ولكن تجدر الإشارة إلى اختلاف نسبة نجاح عملية استئصال الطحال من حالة لأخرى لاختلاف العديد من العوامل:
- السبب الذي دفع المريض لإجراء هذه العملية، فنسبة نجاح عملية استئصال الطحال بسبب تضخم الطحال غير نسبة نجاحها في حالة الإصابة بالسرطان.
- طريقة إجراء العملية، إذ نجد أن نسبة نجاح عملية استئصال الطحال بالمنظار تختلف عن نسبة نجاح العملية بالجراحة التقليدية.
- مهارة وخبرة الجراح الذي يُجري العملية الجراحية.
- مدى التزام المريض بتعليمات الطبيب بعد العملية الجراحية.
- حالة المريض العامة والمضاعفات التي أصابته.
- إصابة المريض بأي مشكلة أخرى في أي جزء آخر من الجسم.
ماذا بعد استئصال الطحال
تعتمد نسبة نجاح عملية استئصال الطحال كذلك على مدى التزام المريض بالتعليمات بعد العملية، ولكن هل يمكن الحياة بدون طحال؟ الإجابة نعم، فبعد استئصال الطحال بالمنظار أو بالطريقة التقليدية فإن الأعضاء الأخرى تؤدي معظم مهام الطحال، ويكون المريض بخير، ولكنه يكون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الخطيرة، وأعلى فرصة للإصابة بهذه العدوى تكون بعد العملية مباشرة، كما قد يعاني المرضى الذين خضعوا لاستئصال الطحال من صعوبات في التعافي من الأمراض.
لذلك من أجل تقليل فرصة الإصابة بالعدوى، يُنصح بتلقي المريض للقاحات المختلفة، بالإضافة إلى تناول مضادات الحيوية الوقائية خاصةً الأطفال الأصغر من 5 سنوات، وكذلك الحالات التي تعاني من مشكلات أخرى تزيد من الإصابة بالعدوى الخطيرة، ويجب على المريض استشارة الطبيب في حالة ظهور أي من هذه الأعراض:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 35 درجة مئوية.
- ظهور نقاط حمراء أو نقاط مؤلمة على الجسم في أماكن مختلفة.
- التهاب الحلق.
- الرعشة.
- الإصابة بدور برد يستمر لفترة أطول من المعتاد.
من المهم على المريض بعد استئصال الطحال الاهتمام بكل التفاصيل، والتعرف على الأعراض التي يجب عليه استشارة الطبيب فور ظهورها، وذلك لكي يعمل الطبيب على مساعدته في الحال.
في النهاية، تعتمد نسبة نجاح عملية استئصال الطحال على العديد من العوامل، لكن من أجل الحصول على أعلى نسبة نجاح لا بد من اختيار أفضل الأطباء لإجراء هذه العملية، لذلك لا تترددوا في التواصل مع المركز المصري للأورام وحجز استشارة مع الدكتور ضياء صالح – أستاذ جراحة الأورام وجراحة أورام الثدي بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة وعضو الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام – من أجل إجراء العملية بأفضل طريقة.
أسئلة شائعة
هل ينمو الطحال بعد استئصال جزء منه؟
لا يمكن أن ينمو الطحال مرة أخرى بعد استئصال جزء منه، حيث إنه يختلف عن الكبد الذي يمكنه تجديد أنسجته، بينما قد تتمكن الأنسجة المتبقية من أداء بعض الوظائف الحيوية للطحال.
كم سنة تستطيع أن تعيش بدون طحال؟
يستطيع المريض بعد عملية استئصال الطحال أن يعيش لفترة طويلة للغاية مثل الأشخاص الطبيعيين، ولكن من المهم الالتزام بتعليمات الطبيب واستشارة الطبيب فور الإصابة بأي مشكلة ولو بسيطة، بالإضافة إلى تلقي التطعيمات أو اللقاحات المختلفة لتجنب الإصابة بالعدوى.