يعد الجهاز الهضمي من العناصر الأساسية في صحة الإنسان، وعندما يتعرض أي جزء منه لمشكلة، فقد يواجه المريض تأثيرات سلبية متعددة على حياته اليومية، وواحدة من أخطر المشكلات التي يُمكن أن تُصيب الأمعاء على وجه الخصوص السرطان، وعندما تُصاب الأمعاء سواء أي جزء منها بالسرطان، فإن المريض يبحث عن علاج لهذه المشكلة، ويُعد التدخل الجراحي واستئصال الورم هو الحل الأول في علاج هذه المشكلة، ولكن يخاف الكثير من المرضى من العملية لذلك يتساءلون عن هل استئصال جزء من الامعاء خطير؟ وهذا ما سوف نتعرف على إجابته في هذا المقال مع الدكتور ضياء صالح – أستاذ جراحة الأورام وجراحة أورام الثدي بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة وعضو الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام – فتابعوا معنا قراءة المقال للنهاية لتتعرفوا على كافة التفاصيل.

ما هي عملية استئصال جزء من الأمعاء؟

قبل الإجابة على سؤال هل استئصال جزء من الامعاء خطير؟ علينا في البداية التعرف على هذه العملية وأنواعها وطرق إجرائها من أجل فهم المشكلات التي يمكن أن يتعرض لها المريض نتيجة الخضوع لهذه العملية.

عملية استئصال جزء من الأمعاء هي عملية جراحية الهدف منها استئصال أو إزالة جزء من الأمعاء سواء من الأمعاء الدقيقة أو الأمعاء الغليظة التي تتكون من القولون والمستقيم والشرج، وتهدف هذه العملية إلى علاج أو حل العديد من المشكلات التي تُصيب الأمعاء الدقيقة والغليظة، ويلجأ الطبيب إلى عمليات استئصال القولون أو استئصال جزء من الأمعاء عامةً بسبب الإصابة بالعديد من المشكلات مثل:

  • السرطان: يُعد السرطان هو أشهر الأسباب التي يُمكن أن تدفع المريض للخضوع لعملية استئصال جزء من الأمعاء، وتعتمد العملية على مكان الإصابة كما قد يلجأ الطبيب إلى استئصال بعض الغدد الليمفاوية القريبة من السرطان من أجل التأكد من عدم انتشار السرطان، وتعمل هذه العملية بجانب علاج السرطان الذي يُصيب الأمعاء، على علاج السرطان الذي ينتشر إلى الأمعاء.
  • التهاب الرتج: يمكن أن يحتاج المريض إلى هذه العملية من أجل علاج بعض المضاعفات مثل الالتهابات الشديدة أو ثقب الأمعاء.
  • انسداد الأمعاء: في حالة الإصابة بهذه المشكلة، فإن الطعام لن يستطيع المرور خلال الأمعاء، وهذا قد يؤدي إلى انقطاع الإمداد الدموي؛ مما يؤدي إلى موت الخلايا، لذلك يحتاج المريض لهذه العملية من أجل استئصال الجزء المسدود.
  • النزيف الشديد: في حالة الإصابة بالنزيف الشديد، ولم يستطع الطبيب إيقاف النزيف بالطرق الأخرى، فإن الطبيب قد يلجأ إلى هذه العملية لإيقاف النزيف عن طريق استئصال الجزء المُصاب.

كل هذه الأسباب تدفع المريض للخضوع لهذه العملية، ولكن دعنا نوضح أن أشهر سبب هو السرطان، كما قد يلجأ الطبيب إلى العملية لإزالة الأنسجة التي قد تتحول إلى سرطان فيما بعد، وبناءً على ما سبق فإن إجابة هل استئصال جزء من الامعاء خطير؟ سوف تختلف من حالة إلى أخرى تبعًا لسبب اللجوء إلى العملية.

طرق إجراء عملية استئصال جزء من الأمعاء

في ظل الإجابة على سؤال هل استئصال جزء من الامعاء خطير؟ نحتاج إلى التعرف على طرق إجراء هذه العملية، فنجد أن عمليات استئصال القولون يمكن إجراؤها بعدة طرق، وهذا هو الحال مع باقي العمليات التي سوف نتعرف عليها في الفقرات القادمة، ويمكن إجراء عملية استئصال جزء من الأمعاء عن طريق:

  • الجراحة التقليدية: في هذه العملية يقوم الطبيب بإجراء شق جراحي كبير، ومن خلال ذلك الشق يعمل الطبيب باستخدام الأدوات الجراحية التقليدية على استئصال الجزء المُصاب من الأمعاء.
  • الجراحة بالمنظار: في هذه التقنية الحديثة يقوم الطبيب بإجراء من 2-4 شقوق جراحية في البطن، ومن خلال أحد الشقوق يُدخل الطبيب المنظار الذي يمتلك كاميرا في مقدمته، وهذه الكاميرا تُساعد الطبيب في رؤية الأعضاء الداخلية، وأثناء الجراحة يُدخل الطبيب الأدوات الجراحية الخاصة من خلال الشقوق الأخرى، ويعمل على استئصال الجزء المُصاب من الأمعاء.

توجد العديد من التفاصيل التي يعمل على حلها الطبيب أثناء الجراحة، وهذه التفاصيل تختلف من عملية إلى أخرى تبعًا للجزء المُصاب من الأمعاء، إذ نجد أن عمليات استئصال القولون تختلف بشدة عن عمليات استئصال جزء من الأمعاء الدقيقة.

أنواع عملية استئصال جزء من الأمعاء

للحديث عن إجابة هل استئصال جزء من الامعاء خطير؟ نحتاج إلى التعرف على الأنواع المختلفة لهذه العملية، إذ يختلف نوع العملية باختلاف المنطقة المُصابة، ونجد أن أنواع العملية تشمل:

  • استئصال الأمعاء الدقيقة القطعي (Segmental small bowel resection)

في هذا الإجراء يُزيل الطبيب جزء من الأمعاء الدقيقة، كما أنه يُزيل جزء من المساريق بالإضافة إلى الغدد الليمفاوية الموجودة في المنطقة، ويلجأ الطبيب إلى هذه العملية من أجل علاج الأورام في الجزء السفلي من الاثنى عشر، أو في أجزاء الأمعاء الدقيقة الأخرى، وهذا في حالة أن السرطان في الأمعاء فقط، أو انتشر فقط إلى الأنسجة القريبة من الأمعاء الدقيقة.

  • استئصال النصف الأيمن (Right hemicolectomy)

في هذه العملية يستأصل الطبيب جزء من الدقاق (ileum) والقولون الصاعد، والانثناء الكبدي (hepatic flexure) والجزء الأول من القولون المستعرض، والزائدة، ويلجأ الطبيب إلى هذه العملية لإزالة الأورام في القولون الأيمن أو أورام الزائدة الدودية، ويوجد نوع من هذه العملية يُعرف باسم استئصال النصف الأيمن الممتد وفيه يزيل الطبيب القولون المستعرض بالكامل.

  • استئصال القولون المستعرض (Transverse colectomy)

يعمل الطبيب على استئصال القولون المستعرض، ويلجأ إلى هذه العملية لإزالة ورم موجود في منتصف القولون المستعرض في حالة عدم انتشار السرطان إلى أي جزء آخر من أجزاء القولون، ويمكن اللجوء إلى عملية استئصال النصف الأيمن الممتد بدلًا من ذلك في بعض الحالات.

  • استئصال النصف الأيسر (Left hemicolectomy)

يعمل الطبيب في هذه العملية على استئصال جزء من القولون المستعرض، والانثناء الطحالي (splenic flexure)، والقولون النازل وجزء من القولون السيني (sigmoid colon).

  • استئصال القولون السيني (Sigmoid colectomy)

يعمل الطبيب على استئصال القولون السيني في حالة إصابة القولون السيني بالأورام.

  • استئصال أمامي منخفض (Low anterior resection)

يعمل الطبيب على استئصال الجزء الأمامي المنخفض من القولون السيني وجزء من المستقيم، ويلجأ الطبيب إلى هذه العملية لإزالة الأورام في الجزء الأوسط أو العلوي من المستقيم.

  • استئصال المستقيم والقولون مع مفاغرة القولون (Proctocolectomy with coloanal anastomosis)

يلجأ الطبيب إلى هذه التقنية لاستئصال المستقيم بالكامل وجزء من القولون السيني، ويربط الطبيب القولون المتبقي مع فتحة الشرج، وتُستخدم هذه الطريقة لإزالة الأورام في الجزء السفلي من المستقيم.

  • عمليات استئصال القولون

يعمل الطبيب في عمليات استئصال القولون على استئصال جزء من القولون أو استئصال القولون بالكامل، ويلجأ الطبيب إلى عمليات استئصال القولون في حالة وجود أورام في كلا الجانبين، أو للوقاية في الأشخاص الذين يمتلكون عوامل خطر الإصابة بالسرطان، أو بعد تلف القولون بسبب مرض التهاب الأمعاء، وأثناء الجراحة قد يحتاج المريض بعد استئصال القولون إلى إجراء فغر القولون أو فغر اللفائفي.

  • استئصال البطن والعجان (Abdominoperineal resection)

في هذه العملية يستأصل الطبيب المستقيم وفتحة الشرج والعضلة المحيطة بفتحة الشرج وصمام الشرج، وتُستخدم لإزالة الأورام القريبة من فتحة الشرج.

بالنظر إلى كل ما سبق، سوف نجد أن إجابة هل استئصال جزء من الامعاء خطير؟ يختلف باختلاف طريقة أو نوع العملية، فسوف نجد أن هل استئصال جزء من الامعاء خطير؟ في حالة عمليات استئصال القولون تختلف ولو قليلًا عن الإجابة في حالة استئصال الأمعاء الدقيقة أو النصف الأيمن أو الأيسر، وهذا يعتمد على حالة المريض والجزء المُصاب من الأمعاء.

هل استئصال جزء من الامعاء خطير؟

بعد التعرف على تفاصيل العمليات المختلفة مثل عمليات استئصال القولون والتعرف على ما يحدث أثناء الجراحة والأجزاء التي يزيلها الطبيب، حان الوقت للإجابة على سؤال هل استئصال جزء من الامعاء خطير؟

إجابة سؤال هل استئصال جزء من الامعاء خطير؟ هي نعم، وذلك لأن هذه العملية هي من العمليات الكبيرة التي تحتاج إلى خبرة كبيرة، كما أن المريض يخضع للتخدير الكلي الذي يمتلك بعض الآثار الجانبية، كما أنه توجد بعض المخاطر التي ترتبط بهذه العملية التي تشمل:

  • العدوى: يُمكن أن يُصاب المريض بالعدوى في مكان الجرح، كما أن المريض قد يُصاب بالعدوى الرئوية أو عدوى في مجرى البول.
  • تلف الأنسجة المحيطة: أثناء الجراحة قد تتعرض الأمعاء أو المثانة البولية أو الأوعية الدموية القريبة للتلف، وهذا قد يؤدي إلى بعض المخاطر الأخرى.
  • التسريب: في حالة عدم التئام الجرح والعملية بالطريقة الصحيحة أو أُصيب المريض بالعدوى، فإن الأمعاء أو القولون قد تُصاب بالتسريب، وهذه المشكلة قد تؤدي إلى الإصابة بالنزيف أو العدوى الخطيرة، ولذلك من المهم استشارة الطبيب في حالة ظهور بعض الأعراض التي تشير إلى هذه المشكلة مثل ارتفاع درجة الحرارة، وألم البطن، أو زيادة معدل دقات القلب.
  • الفتق: في حالة أن الطبيب أثر على جدار البطن، فإن المريض يكون عرضة للإصابة بالفتق.
  • النسيج الندبي: أثناء تعافي الأمعاء من الجراحة، فإن نسيج ندبي قد يتكون، ومع مرور الوقت قد يتسبب هذا النسيج في انسداد الأمعاء.

لذلك ببساطة فإن إجابة هل استئصال جزء من الامعاء خطير؟ هي نعم، ومن المهم مناقشة كافة التفاصيل مع الطبيب، واختيار أفضل الأطباء لإجراء العملية لتجنب أي مشكلة قد تحدث بعد العملية.

هل يعد استئصال الورم الخبيث كاف للشفاء؟

بعد التعرف على إجابة سؤال هل استئصال جزء من الامعاء خطير؟ تجد الكثير من المرضى يبحثون عن إجابة سؤال هل يعد استئصال الورم الخبيث كاف للشفاء؟

للإجابة على سؤال هل يعد استئصال الورم الخبيث كاف للشفاء؟ توجد العديد من النقاط التي يجب مراعاتها مثل:

  • هل استطاع الطبيب استئصال الورم بالكامل، مع وجود حواف آمنة؟
  • هل انتشر السرطان إلى أجزاء أخرى في الجسم أو إلى الغدد الليمفاوية؟
  • ما هي مرحلة السرطان التي يعاني منها المريض؟

إجابة هل يعد استئصال الورم الخبيث كاف للشفاء ستكون نعم في حالة أن السرطان لا زال في جزء محدد من الأمعاء، بالإضافة إلى أنه لم يصل إلى أي أنسجة قريبة وفي المراحل المبكرة من الإصابة، لكن ستكون إجابة هل يعد استئصال الورم الخبيث كاف للشفاء لا في أي حالة أخرى، وقد يحتاج المريض إلى اللجوء إلى طرق أخرى للعلاج مثل العلاج الإشعاعي أو الكيماوي بجانب التدخل الجراحي.

رجوع الورم الحميد بعد استئصاله

بعد التعرف على إجابة سؤال هل استئصال جزء من الامعاء خطير؟ وهل يعد استئصال الورم الخبيث كاف للشفاء؟ تجد بعض المرضى يبحثون عن رجوع الورم الحميد بعد استئصاله، ودعنا نوضح أن رجوع الورم الحميد بعد استئصاله قد يكون وارد، وذلك في حالة أن الطبيب لم يستأصل الورم بالكامل بطريقة صحيحة أو لم يترك أي حواف أمان، ولكن رجوع الورم الحميد بعد استئصاله غير وارد في حالة استئصال الورم بالكامل بالطريقة الصحيحة، لذلك من المهم اختيار أفضل الأطباء لإجراء العملية لتجنب رجوع الورم الحميد بعد استئصاله.

في النهاية، إجابة هل استئصال جزء من الامعاء خطير؟ هي نعم، لكن من المهم اختيار أفضل الأطباء لإجراء العملية للحصول على أفضل النتائج، لذلك لا تترددوا في التواصل مع المركز المصري للأورام، وحجز استشارة مع أفضل أطباء الأورام لإجراء العملية بأفضل طريقة ممكنة.

أسئلة شائعة

كم نسبة نجاح عملية استئصال جزء من القولون؟

تمتلك عملية استئصال جزء من القولون نسبة نجاح عالية تصل إلى 75%، وقد تزيد هذه النسبة أو تقل تبعًا للعديد من العوامل مثل خبرة الطبيب وسبب اللجوء لهذه العملية، وطريقة إجراء العملية وغيرها من العوامل.

هل يستطيع الانسان ان يعيش بدون امعاء؟

يمكن أن يستطيع الإنسان العيش بدون أمعاء أو بجزء صغير من الأمعاء، ولكنه سوف يحتاج إلى إجراء العديد من التعديلات في نظامه الغذائي.


اقرأ أيضا